ایکنا

IQNA

جواهر عَلَويَّةٌ...

المرأة تحتاج إلى إهتمام فائق من الرجل

9:27 - January 21, 2023
رمز الخبر: 3489585
بيروت ـ إکنا: صحيح أن المرأة شريك الرجل في الإنسانية، وقرينه في الحياة، وتوازيه في الحقوق والواجبات، وتوازيه بل قد تتقدم عليه في الدرجات والكمالات المعنوية والروحية، ولكنها على الرغم من ذلك تحتاج إلى اهتمام فائق من الرجل.

ورُوِيَ عن الإمام علِيَّ (ع) أنه قال: "الاسْتِهْتارُ بِالنِّساءِ شيمَهُ النَّوْكى".

*استَهتَر بالشيء استخف به، وأهمله، وانشغل عنه، وترك رعايته، ولم يبالِ به، والاستهتار بالأشياء قبيح، وإن قلت قيمتها أو أهميتها، فكيف إذا كانت ذات أهمية عالية وقيمة راقية فالاستهتار بها والانشغال عنها يؤدي إلى تضييعها، ولا يضيع ما يجب حفظه وصونه إلا (النَّوكى) أي الحمقى من الناس.

الأحمق تعطيه مالاً كثيراً فيُبَدِّده على أمور غير ضرورية، أو ينفقه في لهوه وعبثه، أو على أصدقائه وخُلّانه، أو يهبه لهذا أو ذلك من الناس يفعل ذلك من سَفَهٍ وحُمقٍ، كذلك الذي يستهتر بالنساء فهو أحمق، وسفيه، وجاهل، وغبي، وليس لديه أدنى منسوب من غِيرة، وغِيرة الرجل إيمان، ومثل هذا لا يحسُن أن يُزَوَّج إن طلب الزواج، ولا يُؤتَمنُ على امرأة إن تطلبت الظروف ذلك، ولا يُراهَن عليه في حفظها وصَونها والدفاع عنها إن تطلَّب الأمر.

صحيح أن المرأة شريك الرجل في الإنسانية، وقرينه في الحياة، وتوازيه في الحقوق والواجبات، وتوازيه بل قد تتقدم عليه في الدرجات والكمالات المعنوية والروحية، ولكنها على الرغم من ذلك تحتاج إلى اهتمام فائق من الرجل، تحتاج إلى الرجل كي يحميها ويصونها، ويدفع عنها صنوف الأذى النفسي والمعنوي والمادي الذي تتعرض له، إنها كائن رقيق المشاعر، مُرهف الأحاسيس، مهما حرصت الحركات النسوية اليوم على أن تساويها بالرجل في كل شيء، وحتى أقنعتها أنها تماثل الرجل في كل شيء، وأنها قادرة على أن تخوض جميع الميادين التي يخوضها الرجل، وأنها في غِنىً عنه، ولكن ذلك لا يغير شيئاً من طبيعتها، فطبيعتها هي ذاتها، كائن عاطفي، حساس، لطيف، مرغوب به، ومطلوب، وهو أشبه ما يكون بالجوهرة التي يبحث عنها كل طالبي الثراء، لذلك هي تحتاج إلى الحماية والرعاية، وذلك لا يقلل من شأنها، ولا ينال من كرامتها، بل هو تأكيد على علو مقامها، وارتفاع شأنها، وسمو كرامتها.

إن (النَّوكى والحمقى) كثير اليوم، كثيرون جداً أولئك الذي يستهترون بالنساء، وان اختلفت صور الاستهتار، فهم:

إما مُستَهتِرٌ بمكانة المرأة، فينزل بها عن درجتها السامية التي وضعها الخالق الحكيم فيها، أو مستهتر بعقلها، وعلمها، وفكرها، وثقافتها، وإبداعها، وقابلياتها، ينظر إليها نظرة دونية، ويعاملها كمخلوق من الدرجة الثانية.

أو مستهتر بها كأم أو أخت أو زوجة أو ابنة له، فلا يحفظها، ولا يدفع عنها، ولا يعترف لها بفضل، ولا بحق، ولا بأجر، يتجاوز عليها في الحياة، ويرمي على كاهلها بأعبائه الكثيرة، ويحمّلها من المسؤوليات ما لا تطيق.

أو مستهتر بعرضها وعفافها وشرفها، فيبيحها للطامعين والطامحين ويترك لها أن تخرج من بيتها الزوجي متبرجة بما يثير كل الشياطين في الكامنة في النفوس الخبيثة التي تترصد أمثالها لتتصيدهن، وبأسف أقول: ما أكثر هؤلاء الذي لا يخجلون من خروج نسائهم متبرجات يعرضن على الملأ ما يجب ستره والتحفظ الشديد عليه، ولعل البعض ينتشي وهو يرى زوجته تفاكه هذا، وتمازح ذاك، وبعضهم ممن فقد الغيرة والحمية تراه يسمح لزوجته أن تعمل في عالم التمثيل، حيث المشاهد الفاضحة على مرأى من الملايين، ويبرر ذلك بأنه فنٌ وتمثيل.

بقلم الباحث اللبناني في الدراسات القرآنية السيد بلال وهبي

أخبار ذات صلة
captcha