ایکنا

IQNA

جواهر عَلَويَّةٌ...

التَّجَوُّع يعود بالنفع الكثير على صحة الإنسان

14:45 - January 22, 2023
رمز الخبر: 3489611
بيروت ـ إکنا: قد أثبتت البُحوث الطبية المعاصرة والمنشورة في أُمَّهاتِ المَجلّات الطِّبيَّة المُتخصصة، أَثبتت أن التَّجَوُّع يعود بالنفع الكثير على صحة الإنسان، وأنه يقلل من فرص الإصابة بالكثير من الأمراض النفسية والعُضوية البدنية، كما يُوَفِّر للبدن الكثير من الفوائد الصحية.

رُوِيَ عن الإمام علِيَّ (ع) أنه قال: "التَّجَـوُّعُ أَنْفَـعُ الـدَّواءِ".

هذه وصفة طبية يقدمها الإمام أمير المؤمنين(ع) للناس كل الناس، وهي تقوم على مبدأ الوقاية الذي نجده حاضراً بقوة في الشريعة الإسلامية الغرّاء، فهو منهج ينهجه الإسلام في جميع تشريعاته للإنسان، ونراه جلياً في كل ما يتأتى منه ضرر ماديٌ أو معنويٌ على الإنسان حرصاً منه عليه وعلى سلامته في البعدين المذكورين.

الإمام (ع) يدعو إلى اعتماد (التَّجَوُّعُ) أَي أن يُجَوِّع الشخصُ نفسه كأسلوب وقائي يقيه الكثير من الأمراض والأعراض، ويدرأ عنه الكثير من الآلام والأوجاع، فلايضطر إلى استعمال الدواء الذي قد ينفع وقد لا ينفع. وقد قيل: دِرهم وقاية خير من قنطار علاج.

ولا تعجب قارئي الكريم من سَبْقِ الإسلام كل الأبحاث العلمية في الكشف عن قيمة الجوع وضرورته لسلامة البدن وطمأنينة النفس وصفاء القلب، فإنه الدِّين الذي جاء لسلامة الإنسان بَدَناً ونفساً، فغاص في بدنه علماً ومعرفة، وغاص في نفسه خبرة وكشفاً، ثم قنَّنَ له ما يحفظهما ويدرأ عنهما الأذى والأمراض المادية والمعنوية.

وقد أثبتت البُحوث الطبية المعاصرة والمنشورة في أُمَّهاتِ المَجلّات الطِّبيَّة المُتخصصة، أَثبتت أن التَّجَوُّع يعود بالنفع الكثير على صحة الإنسان، وأنه يقلل من فرص الإصابة بالكثير من الأمراض النفسية والعُضوية البدنية، كما يُوَفِّر للبدن الكثير من الفوائد الصحية.

التَّجَوُّعُ: يُحَسِّنُ حركة الأمعاء، مِمّا يُقَلِّل من اضطرابات الجهاز الهضمي مثل: الإمساك، وعُسرِ الهَضم، والانتفاخ، ويشدُّ عَضَلات المَعِدة والأمعاء ويُنَظِّم حركاتها، ويرفع كفاءة الجهاز المَناعي للجسم، فيصبح أكثر قدرة على مكافحة مختلف أنواع العدوى، وينقّيه مِنَ السُّموم، ويُقَلِّل فرص الإصابة بأمراض القلب، والأوعية الدمَويَّة، وتَصَلُّبِ الشرايين، ويساهم في دَرْءِ خطر الإصابة بالسرطان، والسُكَّري، ويُجَدِّدُ خلايا المُخِّ، ويساعد على تقوية الذاكرة، ويعزِّزُ القدرة على التركيز، ويزيد في القدرات الذهنية للإنسان، ويَحُدُّ من إصابته بالخَرَفِ أو ما يُصطلح عليه (الزهايمر) ويَقيه مِنْ أعراض الهَرَم والشَّيخوخة، وهو علاج فعّالٌ للصُداع النُصفي، ويقي من اضطرابات النوم، ويساعد على خسارة الوزن الزائد، ويُحَسِّن عملية التَّنَفُّس. هذه فوائد الجوع على البدن.

أما فوائده النفسية والمعنوية: فإنه يُحَسِّنُ المِزاج، ويُقَلِّل مِنَ الاضطرابات النفسية، ويحمي الإنسان من الاكتئاب والتوتر والإحباط، ويزيد من يقظته ونباهته وذكائه، ونفاذ بصيرته، وصفاء قلبه ورِقَّتِه، وتوقُّد عواطفه ومَشاعره، ويعينه على مواجهة البَطَرِ والإسراف والتبذير، ويُعَوِّدُه على خِفَّة المَؤونة والاكتفاء بالقَليل، ويُكْسِبُهُ عادات أفضل في تناول الطعام، ويُذَكِّره بجوع الجَوعى، ويكْسِر شهوته، ويعصِمه عن ارتكاب المعاصي والفواحش، ويعينه على السَّهَر، والتهجُّد، والعبادة.

وقد جاء في الحديث الشريف أن رسول الله (ص) سأل ربه عن ميراث الجوع فقال: "يا رَبِّ، مَا مِيراثُ الجُوعِ؟ فقال تعالى: الحِكْمَةُ، وَحِفْظُ القَلْبِ، والتَّقَرُّبُ إلَيّ، والحُزْنُ الدّائمُ، وَخِفَّةُ المَؤونَةِ بَيْنَ النَّاسِ، وَقَوْلُ الحَقِّ، وَلا يُبالِي عَاشَ بِيُسْرٍ أوْ بِعُسْرٍ".

بقلم الباحث اللبناني في الدراسات القرآنية السيد بلال وهبي

أخبار ذات صلة
captcha