ایکنا

IQNA

جواهر عَلَويَّة...

الإسلام يرى الرِّفقَ من أهمِّ الصِّفات التي يجب أن يتحلّى بها المؤمن

14:58 - May 25, 2023
رمز الخبر: 3491300
بيروت ـ اکنا: يرى الإسلام الرِّفقَ من أهمِّ الصِّفات التي يجب أن يتحلّى بها المؤمن ويرى أن "الرِّفْقُ بالأَتْباعِ مِنْ كَرَمِ الطِّباعِ" فمَنْ يكن كريماً طبعه، سليمة أخلاقه، راقية فضائله، طيِّبةً نفسه، فسيكون رفيقاً  لطيفاً لَيِّناً يهنأ كل من يعامله ويتواصل معه.

و رُوِيَ عن الإمام علِيَّ (ع) أنه قال: "بِالرِّفْقِ تَدُومُ الصُّحْبَةُ"
 
إِذا أردتَ أن تدوم الصحبة بينك وبين من تصاحب فارفَق به، وإذا أردت أن تدوم المحبة بينك وبين من تُحِبُّ فارفَق به، وإذا أردت أن تدوم العلاقة الزوجية بينك وبين زوجك فارفَق به، أيّ علاقة تريد لها الدوام والاستمرار فمفتاح ذلك الرِّفق، وقد جاء في الحديث عن رسول الله (ص) أنه قال: "إنّ الرِّفقَ لَم يُوضَعْ على شيءٍ إلّا زانَهُ، ولا نُزِعَ مِن شَيءٍ إلّا شانَهُ" فالرِّفق زَينُ وجمال، والرِّفق عُلُوٌّ في الأخلاق، والرِّفق رٌقيٌّ في التعامل، وفيه من سُمُوِّ العواطف والمشاعر ما يجتذب البعيد، ويُطمئن القريب. 
 
إن الآخر الذي لك علاقة معه لهو كتلة من المشاعر والعواطف، وهذه تحتاج إلى تغذية ورعاية، ولُطف ومُداراة، ويُسر في التعامل وسهولة، والإنسان أياً يكن حاله ومقامه يحتاج إلى كَنَفٍ رحيم، ورعاية فائقة، واحترام لمكانته، وتقدير لجهوده، ومراعاة لضَعفه ونقصه، وتفَهُّمٍ لأوضاعه وأحواله، ويحتاج إلى قلبٍ رحيم يرفق به، ولا يكلِّفه ما لا يُطيق، ولا يقِف له عند كل خطأ أو تقصير أو تسَرُّع.  
 
إن الإنسانَ ما سُمِّيَ إنساناً إلا لأنه يأنَسُ ويُؤْنَسُ به، وإنَّه ليتأثر بالطريقة التي تعامله بها فإن قَسَوتَ عليه، أو تعاملت معه بعنف وخشونة ورُعونة، ولم تراعِ حاله وضعفه وجهله وطيشه وتسرُّعه، فسيفُرُّ منك، وقد يكرهك، فلن تدوم محبته لك ولا طاعته، ولا صحبته وإن تلطّفْتَ له ورَفِقتَ به ولِنتَ له، وخفضت له جناحَك تواضعاً ورِقَّة، وراعيت قدراته وتفَهَّمتَ أحواله، فسيُقْبِلُ عليك، حتى إنه لَيَمحضك حُبَّه وَوِدَّه وولاءه وطاعته. 
 
إن الرِّفق بمن ترتبط معهم بعلاقة سواء كانت علاقة بُنوة أو أُبوة أُخُوَّةٍ أو زوجية أو صداقة وصحبة يخلق آثاراً طَيِّبة على علاقتهم بك، من حيث إقبالهم عليك، واحترامهم وتقديرهم وطاعتهم لك، فتدوم العلاقة وتتعمق بينكم المودة،  ولذلك يرى الإسلام الرِّفقَ من أهمِّ الصِّفات التي يجب أن يتحلّى بها المؤمن ويرى أن "الرِّفْقُ بالأَتْباعِ مِنْ كَرَمِ الطِّباعِ" فمَنْ يكن كريماً طبعه، سليمة أخلاقه، راقية فضائله، طيِّبةً نفسه، فسيكون رفيقاً  لطيفاً لَيِّناً يهنأ كل من يعامله ويتواصل معه، فالرِّفق يساهم في تعزيز العلاقات الاجتماعية والإنسانية، فيزداد احترام الأفراد لبعضهم، ويؤدي إلى تكوين علاقات متينة ومستقرة دائمة بينهم، لذلك تحضُّ التعاليم الدينية عموما والإسلامية خصوصا، على تبادل الرفق ولِين العريكة.
 
وقد لاحظ المتخصِّصون أن للرِّفق آثاراً كذلك على نفس الشخص الرفيق حيث يُقلِّل مِنَ التَّوتُّر لديه، ويجنِّبه الآثار السلبية على صحته التي تتأتى من العصبية والعُنف والقَسوة والغِلظة والفَظاظة، فيصير أكثر صحة وتوازنا، كما أنه يعزز ثقته بنفسه، ويخلق في ذاته مشاعر إيجابية طَيِّبة. 

بقلم الكاتب والباحث اللبناني في الدراسات القرآنیة السيد بلال وهبي
captcha