ایکنا

IQNA

جواهر عَلَويَّة..

التسليم لأمر الله يؤمن من الضلال

20:43 - November 25, 2023
رمز الخبر: 3493578
بيروت ـ إکنا: وصف الإمام علي (ع) الإسلام فقال: "الإسلامُ هُو التسليمُ، والتسليمُ هُو اليَقينُ، واليَقينُ هُو التصديقُ، والتصديقُ هُو الإقرارُ، والإقرارُ هُو الأداءُ، والأداءُ هُو العَملُ" فالإسلام هو التسليم الكُلِيّ لله تعالى والطاعة العملية الكلية له".

ورُوِيَ عن الإمام علِيَّ (ع) أنه قال: "سَلِّمُوا لِأَمْرِ اللّه وَإِلى وَلِيَّه فَإِنَّكُمْ لَنْ تَضِلُّوا مَعَ التَّسْليمِ"
 
وصف الإمام أمير المؤمنين (ع) الإسلام فقال: "الإسلامُ هُو التسليمُ، والتسليمُ هُو اليَقينُ، واليَقينُ هُو التصديقُ، والتصديقُ هُو الإقرارُ، والإقرارُ هُو الأداءُ، والأداءُ هُو العَملُ" فالإسلام هو التسليم الكُلِيّ لله تعالى والطاعة العملية الكلية له، وقد عَبَّر الله تعالى عن ذلك بقوله: وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ...﴿لقمان/ 22﴾.


فإن إسلام الوجه يعني أن يكون كل وجود الإنسان خاضعاً لله طائعاً له، منصاعاً لأوامره وتكاليفه -والوجه أشرف ما في الإنسان- مع إحسان العمل والسلوك.

ولكن لماذا التسليم لله، ولماذا الطاعة المُطلقة له. إن الإنسان موجود عاقل يعرف مصلحته، وحُرٌ مختار يملك الإرادة ليفعل ما يشاء، فلماذا الانصياع؟ هكذا يسأل البعض.

ويُجابُ عن هذا السؤال بالتالي:

أولاً: مِمّا لا شك فيه أن الإنسان موجود عاقل، ولكنه رغم ذلك لا يمكنه أن يدرك مصلحته الواقعية دائماً، لأنه مَوجود مَحدود بحدود المكان والزمان، ومَحدود في علمه وقدراته، يعرف شيئاً وتغيب عنه أشياء، والدليل على مَحدودية علمه بمصالحه الواقعية أنه قد مضى على وجوده في الأرض آلاف السنين، وخاض ملايين التجارب النوعية والشخصية، ولكنه لم يزل إلى يومنا هذا يتخبّط في معرفة مصالحه الواقعية النوعية والشخصية، بل نراه اليوم ينحدر من عَلياء الإنسانية إلى ما دون البهيمية فيما يُرَوِّج له من شُذوذ عن الفطرة السليمة بل من شذوذ عن قوانين الخلقة الطبيعية، فأية مصلحة فيما يُرَوِّج له.

فضلاً عن عدم اتفاق البشر على النظام السياسي والاقتصادي الأصلح للنوع الإنساني، إضافة إلى أنه لم يَزَل إلى الآن يجهل النفس الإنسان وما رُكِّب فيها من قوى، وكيفية عمل تلك القوى. هذا إذا قَصَرْنا النظر على حياته في الدنيا، أما إذا تعديناها إلى حياته الأخروية فهناك لا مجال للعقل أن يقول رأياً.

ثانياً: مِمّا لا شك فيه أن الإنسان موجود مختار فيما يتخذه من قرارات تتصل بحركته اليومية في الحياة، لكنه ليس مختاراً في أصل وجوده وفي الغاية من وجوده وفي نهاية رحلته في الحياة، كما أنه مُفتقر في أصل وجوده وبقائه إلى خالقه وهو الله تعالى، فالله هو الذي وهبه الوجود، وهو الذي وهبه الروح التي بها يحيا وهو الذي يتوفاه ويخرجه من عالم نشأة الدنيا إلى نشأة أخرى. وهو مملوك لله ملكاً حقيقياً.

ما تقدّم يُفضي إلى نتيجة لا ينكرها جاهل فضلا عن عاقل وهي: إن لله تعالى الولاية المطلقة على الإنسان وعلى سواه من مفردات الوجود، فكل الوجود خاضع له، جارٍ وفق ما أجراه من عِلَل وأسباب ومسببات وقوانين.

والوجود طائع لله تعالى تكوينياً، والإنسان كذلك، فلا يمكنه أن يتجاوز قوانين الله الحاكمة عليه، ولذلك يجب أن يخضع له تشريعياً بالطاعة المطلقة لأوامره ونواهيه. قال تعالى: إِنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ ﴿التوبة/116﴾.

ولما كان الله هو الخالق للإنسان، والعليم بقُصور الإنسان عن إدراك ما يوصله إلى الغاية التي خلقه لها، فإنه تعالى يهديه إليها بالفِطرة التي خلقه عليها، وبالعقل الذي أودعه فيه، وبالرُّسُل والشرائع، ثم يجعل للرُسُل والأولياء ولاية على عباده، ويجعل لهم حق الطاعة عليهم، لأن الإنسان لا يُترك سُدى وعلى هواه فإنه يضل ويضيع، فلا بد من قَيِّم عليه يقوده إلى تلك الغاية، قال سبحانه: إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ﴿المائدة/ 55﴾.

وقال سبحانه: وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا ﴿الأحزاب/ 36﴾.

والنتيجة التي نخلص إليها هي: إن التسليم لأمر الله وإلى وليه وطاعتهما يؤمن من الضلال والضياع. 
 
بقلم الباحث اللبناني في الدراسات القرآنية السيد بلال وهبي
 
تابعونا على شبكات التواصل الاجتماعي:

twitter

captcha