
وأكد سماحة
المرجع الديني آية الله الشيخ محمد اليعقوبي أن الإمام الحسين (عليه السلام) لم يخرج على حكومة يزيد منافسةً في سلطة، ولا لعداء شخصي معه ولا لتسليط الأضواء الإعلامية عليه ونيل الشهرة، وإنما خرج للمطالبة بإقامة الحق والعدل ونصرة المستضعفين والمحرومين.
وقال سماحتُهُ في كلمة ألقاها بمناسبة حلول
شهر محرّم الحرام:"إن الإمام الحسين (عليه السلام) نهض بعد أن عطّل يزيد العمل بالدستور الذي آمنت به الأمة، وهو
القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، واستأثر بثروات الأمة وبدّدها على شهواته ونزواته،ولعبثه في مقدسات الأمة، ولإقصائه العلماء الصلحاء الأكفاء وتقريبه التافهين وتسليطهم على ولاية أمور الأمة، وغير ذلك من الجرائم الكبرى التي كان يرتكبها".
إقرأ أيضاً:
وبين سماحتُهُ أن الأمة استسلمت لهذا الحكم الجائر اما خوفاً من القتل والسجن والحرمان من الرزق وأسباب المعيشة، أو طمعاً في فتات من الدنيا يحصلون عليها من يزيد واعوانه،فقدّم الإمام الحسين (ع) دمه الزكي ومعه أهل بيته وثلة قليلة من الأصحاب ليوقظ ضمير الأمة ويعيدها إلى رشدها، وليرسم لها المسار الآخر الذي يجب أن تتبعه، ونجح (ع) في فرز خط الهدى والصلاح عن خط الانحراف والضلال بعد أن خلطهما الامويون".
وأضاف سماحتهُ حتى صار يزيد وأبوه يُخاطبان بلقب (أمير المؤمنين)، وقد أقام الإمام الحسين (عليه السلام) الحجة على الأمة بذلك، وهي حجة بالغة دامغة، لأنه سبط رسول الله (صلى الله عليه وآله) وريحانته وبضعته، وسيد شباب أهل الجنة بنص الأحاديث النبوية الشريفة: {لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَىٰ مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ} (الأنفال: 42)".
وختم سماحتُهُ كلمته بالقول: "حينما كان الإمام الحسين (عليه السلام) ينادي يوم عاشوراء: (هل من ناصرٍ ينصرنا) لم يكن نداؤه موجّهًا إلى الموجودين في ساحة المعركة فقط، وإنما كانت دعوته موجهة إلى كل الأجيال إلى يوم القيامة،لكي ينصروه في تحقيق أهدافه السامية التي خرج من أجلها. ففرصة أن نكون من أنصاره التي نعبّر عنها بقولنا (يا ليتنا كنا معكم) متاحة لكل الأجيال، وليست مجرد أمانٍ فارغة".