ایکنا

IQNA

في رحاب التفسیر(1)؛

إن الله یمهل الظالمین حتی یوم الحساب

12:46 - June 28, 2021
رمز الخبر: 3481684
یتساءل الناس عن سبب إمهال الله سبحانه وتعالى الظالمین؟ والقرآن الكريم یقول علانیة بأن عذابهم مؤجل حتی یوم الحساب ولایهمل الله الظالمین عمّا یفعلون.

إن الله یمهل الظالمین حتی یوم الحساب

وجاء ذلك في إطار مشروع "1455" الوطني للقرآن الکریم حیث یتم خلال فترة تنظیمه في إیران تفسیر آیة من القرآن الکریم یومیاً وجاء ذلك في تفسیر الآیة الـ47 من سورة "إبراهیم" المبارکة "فَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ".

وجاء في التفسیر: "إن الکافرین کانوا یمکرون لهزیمة الأنبیاء ولکن الله یستغیث رسله ویفشل أعداءهم".

هذه هي السنة الإلهیة والوعد السماوي الذی وعد الله به أنبیاءه بأنه سیعید مکر الماکرین علی أنفسهم وسينصر جبهة التوحید من لدنه.

وإنطلاقاً من هذا المعنی یقول عز و جل "فَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ" لأن من یخلف الوعد إما یکون عاجزاً أو أنه لا یؤمن بالجزاء والعقاب والإنتقام ولکن الله سبحانه وتعالی قادر منتقم "إنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انتِقامٍ".

إن الآیة الکریمة المشار إلیها أعلاه جاءت في سیاق الآیة الـ42 من سورة "إبراهیم" المبارکة "وَ لا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ‏".

وعد الله أنبیاءه بنصرة الحق علی الباطل کما جاء في الآیة الـ51 من سورة غافر المباركة "إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ"، وأیضاً في الآیة الـ21 من سورة المجادلة  "كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ".

وربما یتساءل المسلم عن سبب إمهال الله الظالمین؟ الآیة 47 من سورة إبراهیم المبارکة توضح ذلك بأن السبب یکمن في تأجیل عذاب الظالمین حتی یوم الحساب وعندما یکون هکذا فلامجال للظن بأن الله یخلف وعده في نصرة أنبیاءه ورسله فإنه منجز وعده بنصرهم ومنجز وعده بعذاب الظالمین وکیف به أن لا ینتقم وهو عزیز ذوإنتقام شدید. والعزیز یکون عزیزاً إذا لم یخلف وعده لأن خلف الوعد سببه الضعف وعدم القدرة علی أداء الوعد أو أنه یعود عن وعده لأنه في ظرف لا یستطیع إنجازه.

ونعرف أن الله سبحانه وتعالى لیس عاجزاً أو ضعیفاً ولیس هناك ظرف یجبر الله أو یقهره.

وبتعبیر آخر إذا رأیت الظالمین یمهلهم الله سبحانه وتعالى فلیس ذلك غفلة من الله عنهم ولیس خلفاً للوعد الذي قطعه علی نفسه، إنما سوف یحاسبون في یوم واحد وهو یوم الحساب وسیجزي کل منهم جزاءً عادلاً.

هذا ویجب النتنبیه إلی أن مفهوم الإنتقام في القرآن لایعني الثأر بالحقد وعدم التسامح  إنما یعني لمعاقبة وإن الله یجزي کل نفس بما کسبت بعدل وحق ومن صفات العدل الإلهي هي الإنتقام لأن لا عدل ولاحکمة دون ذلك.

جدير بالذكر أن مشروع "1455" الوطني للقرآن الكريم في إیران انطلق السبت الماضي 26 يونيو / حزيران الجاري بتنظيم قناة القرآن والمعارف التلفزيونية الايرانية، وسيستمر  لمدة عشرة أسابيع على التوالي. يقام هذا المشروع تحت شعار "القرآن والأمل والحیاة" وبدعم و مشاركة مختلف المؤسسات القرآنية والثقافية في أنحاء البلاد.

أخبار ذات صلة
captcha