في إطار مشروع 1455 الوطني للقرآن الکریم في إیران، سلطت أمانة المشروع الضوء علی الآیة التاسعة من سورة الصف المبارکة "هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ".

وکتبت في تفسیر الآیة: "تآمر أعداء الإسلام بشتی الطرق علی الدین الإسلامي تارة عن طريق الإستهزاء بالمسلمین وإیذاءهم وأخرى من خلال الحصر الإقتصادی والإجتماعی وفي حین آخر من خلال فرض حروب علی المسلمین منها أحد والأحزاب وحنین وفي حین آخر من خلال دس المنافقین وشقّ صف المسلمین، وأحياناً من خلال الحروب الصليبية، وأحياناً عن طريق احتلال أرض القدس والقبلة الأولى للمسلمين، وتارة عن طريق انتشار الدعارة والفساد الأخلاقي والانحراف بين الشباب، وأخرى عن طريق الاستعمار العسكري والسياسي والاقتصادي".

ورغم کل تلك المؤامرات جاء القرآن الکریم بالآیة التاسعة من سورة الصف " هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ " لیبشر المسلمین بأن دینهم سینتصر ویبقی رغم کره المشرکین.

وهنا یجب الإجابة علی سؤالین مهمین وهما أولاً ما معنی الهدایة ودین الحق في قوله تعالی "أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى‏ وَ دِينِ الْحَقِ‏"؟ هنا یبدو أن الآیة تشیر إلی إنتصار الدین الإسلامي علی الأدیان الأخری بالعقل والمنطق.

إن الرسول الأکرم(ص) جاء بالهدایة التي تنسجم مع العقل وتتفق مع الحق وجاء مطالباً بالحق والحقیقة وکان من الواضح أن ینتصر هذا الدین علی الدیانات الأخری.

والسؤال الثاني هل هناك تبشیر في الآیة الکریمة بظهور الإمام الحجة (عج)؟ الآیة الکریمة تبشر بحدث ما تحمل في فحواها معنی النصر الذي تبشر به الدین الإسلامي وتعني أن الدین الإسلامی سینتصر علی کل الدیانات ویسود العالم برمته.

وهناك روایات وتفاسیر تدلنا علی أن الإسلام یسود العالم عندما یظهر الإمام الغائب (عج) کما یقول العلامة "الطبرسي" في تفسیر الآیة "انَّ ذَلِك یَکُونُ عِنْدَ خُرُوجِ المهدی مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ فَلَا یَبْقَی أَحَدٌ الَّا أَقَرَّ بِمُحَمَّدٍ(ص)".

جدير بالذكر أن مشروع "1455" الوطني للقرآن الكريم في إیران انطلق 26 يونيو / حزيران الجاري بتنظيم قناة القرآن والمعارف التلفزيونية الايرانية، وسيستمر لمدة عشرة أسابيع على التوالي. يقام هذا المشروع تحت شعار "القرآن والأمل والحیاة" وبدعم و مشاركة مختلف المؤسسات القرآنية والثقافية في أنحاء البلاد.