وفی إطار تنظیم مشروع "1455" الوطني للقرآن الکریم في الجمهورية الاسلامية الايرانية، تمّ تسلیط الضوء علی تفسیر الآیة 171 لغایة الآية 173 من سورة "الصافات" المبارکة "وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ* إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ * وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ" وتفسیرها کما یلی:
"إن الله وعد عباده في القرآن الکریم بنصرة جیش الله علی جیش الشیطان لیطُمئِن قلوب المؤمنین القلیلین الذین کانوا عرضة للضغط من أعداء الإسلام في مکة ولیطمئن قلوب المؤمنین في کل الأعصار والأمصار بأنه ینصرهم وأن لایدع الیأس یهیمن علی قلوبهم".

وهل هناك آیة أکثر وضوحاً من قوله تعالی "وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ* إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ * وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ" آیة تبعث روح الأمل في نفس المؤمن.

ولاشك في نصرة جیش الإسلام علی جیوش الکفر وهي سنة إلهیة وعد الله بها المؤمنین ولن تتغیر أبداً.

ویقول الله سبحانه وتعالی في الآیة الـ21 من سورة المجادلة بالیقین أن نصر المسلمین سنة قطعیة وأمر محتوم حیث یقول "كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَ رُسُلِي".

وعلینا أن نعرف أن وعد النصر الإلهی هو وعد مشروط ولیس مطلق کما أن رسول الله (ص) وعد المسلمین في غزوة "الأحد" بالنصر وإنهم إنتصروا فعلاً فی بدایة المعرکة ولکنهم لم یحافظوا علی نصر الله لهم ففشلوا وهزموا فی الحرب.

وهنا علینا أن نعرف أن وعد الله لیس لکل من أسلم وصوّر نفسه من جند الله ودینه بل أن الوعد الإلهی للمؤمنین المخلصین لله قلباً وعقلاً یبتغون مرضاة الله ویتقونه فی کل الأمور.

وفي هذا الإطار یقول الإمام علی بن أّی طالب(ع) "أَ يَسُرُّكَ أَنْ تَكُونَ مِنْ حِزْبِ اَللَّهِ اَلْغَالِبِينَ؟ اِتَّقِ اَللَّهَ سُبْحَانَهُ فِي كُلِّ أَمْرِكَ فَإِنَّ اَللّهَ مَعَ اَلَّذِينَ اِتَّقَوْا وَ اَلَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ".

جدير بالذكر أن مشروع "1455" الوطني للقرآن الكريم في إیران انطلق 26 يونيو / حزيران الماضي بتنظيم قناة القرآن والمعارف التلفزيونية الايرانية، وسيستمر لمدة عشرة أسابيع على التوالي. يقام هذا المشروع تحت شعار "القرآن والأمل والحیاة" وبدعم و مشاركة مختلف المؤسسات القرآنية والثقافية في أنحاء البلاد.