وفي إطار مشروع 1455 الوطني للقرآن الکریم في الجمهورية الاسلامية الايرانية یتم یومیاً تسلیط الضوء علی آیة من الآیات القرآنیة حیث تم تفسیر الآیة الـ55 من سورة النور المبارکة "وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا".

ویقول المفسرون في الآیة الکریمة: "عندما هاجر الرسول (ص) والمسلمون إلی یثرب(المدينة المنورة) حیث إستقبلهم الأنصار غضب علیهم العرب وأصبح الأنصار مهددین فعاشوا حالة تأهب وإستعداد للحرب إذ لم یفارقوا السیوف فیحملونها اللیل والنهار وهنا أصبح البعض منهم یتذمّر ویتسائل إلی متی یکونون علی هذا الحال؟ حیث نزلت الآیة الکریمة لتبشرهم بالنصر.

بحسب الآیة الکریمة إن الله وعد أصحاب "الإیمان" و"العمل الصالح" بثلاث؛

أولاً: ینصرهم علی الأعداء ویستخلفنهم في الأرض کما إستخلف الذین من قبلهم لقوله تعالی "وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ".

ثانیاً: أن یثبت لهم الدین الذي إرتضیه لهم وذلك لقوله تعالی " وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ".

ثالثاً: یبدل شعورهم بالخوف بالشعور بالأمن ویمنّ علیهم بالإطمئنان وراحة القلب وذلك لقوله تعالی "وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ".

وإن کل ذلك ینتهي إلی بناء حیاة إسلامیة یعبد فیها الله دون غیره "يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا".

لا شك أن الآیة الکریمة تخاطب المسلمین الأوائل ولکنها في معنی آخر تجسد في کلماتها حکومة العدل التي سیأتي بها الإمام المهدی الموعود (عج) التي یتفق الشیعة والسنة علی أنها حکومة ستملئ الأرض عدلاً.

ومعنی الآیة الکریمة بوضوح أن المسلمین فی کل الأزمان والأمصار عندما یلتزمون بصفتي "الإیمان" والعمل الصالح" یکون لهم حکم متنفذ ومتجذر ومقتدر.

جدير بالذكر أن مشروع "1455" الوطني للقرآن الكريم في إیران انطلق 26 يونيو / حزيران الماضي بتنظيم قناة القرآن والمعارف التلفزيونية الايرانية، وسيستمر لمدة عشرة أسابيع على التوالي. يقام هذا المشروع تحت شعار "القرآن والأمل والحیاة" وبدعم و مشاركة مختلف المؤسسات القرآنية والثقافية في أنحاء البلاد.