إن بر الوالدین وإحترامهما من أهم القیم الأخلاقیة في الإسلام وإن الخلق المادي للبشر یحصل من خلالهما وإنهما الحلقة التي تصل بین العدم والوجود. 

وبعد ولادة الإنسان یتحمل الوالدان عبء المشقات والصعاب من أجل أبناءهما ویعطفان علیهم ویسهران علی تربیتهم وتعلیمهم ویوفران لهم کل ما بوسعهما. 

إن العقل یحکم بضرورة تقدیر کل من یحسن إلی الآخر والوالدان رمز للإحسان والتضحیة ألیس حقهما أن نبذل لهما الإحترام والتقدیر. 

إن القرآن الکریم أکد أهمیة برّ الوالدین وأعطی للأمر أهمیة التوحید الذي هي أساس الدین الإسلامي. 

وقال الله تعالی " ...لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا"(البقرة، الآية الـ83),وأیضاً قال تعالی "أَنِ اشْكُرْ لي‏ وَ لِوالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصيرُ" (لقمان، الآية الـ14). 

ویتساءل البعض هل یجب بر الوالدین وإحترامهما بعد أن کبر الإنسان بالعمر وأصبح بغنی عن مساعدة الوالدین؟

وهنا یجیب القرآن الکریم في الآية الـ23 من سورة الاسراء المباركة "وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا". 

إن مفردة الإحسان تمثل أفضل أنواع الحسن إذ سئل رسول الله (ص) هل یمکن الإحسان للوالدین بعد مماتهما؟ فقال نعم بالصلاة والإستغفار لهما وأداء دیونهما وإحترام أصدقاءهما. 

وقال الباحث الايراني في الدراسات القرآنية والمفسر للقرآن الکریم "الشيخ محسن قرائتي" لدی تفسیره الآیة الکریمة؟(الآية الـ23 من سورة الاسراء): 

أولاً: إن التوحید أهم مبدأ في الإسلام لقوله تعالی "قَضى‌ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ". 

ثانیاً: إن المؤمن الموحد الحقیقي من صفاته البرّ بوالدیه " أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَ بِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً". 

ثالثاً: لیس إسلام الوالدین شرطاً لإحترامهما " بِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً". 

رابعاً: القرآن الکریم یوصي الأبناء بـ بر الوالدین ولیس العکس "وَ بِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً" لأن الوالدین لیسا بحاجة إلی توصیة في بر أبناءهم والإحسان إلیهم. 

خامسا:ً عند الکبر تتضاعف أهمیة إحترام الوالدین " يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ". 

سادساً: لا یجوز نقل الوالدین إلی دور المسنین بعد أن کبرا إنما یجب رعایتهما شخصیا " عِنْدَكَ". 

سابعاً: الإحسان والقول الحسن کلاهما ضرورة لاب منها للتعامل مع الوالدین " قُلْ لَهُما قَوْلًا كَرِيماً".

ثامناً: توصیة القرآن بالاحسان بالوالدين والقول الكريم ا بِدُونِ قَيْدٍ وَلَا شَرْطٍ "وَ قُلْ لَهُما قَوْلًا كَرِيماً".