ایکنا

IQNA

ماذا یقول القرآن/ 17

ما هو الطریق لمنع سقوط المجتمعات؟

12:37 - July 08, 2022
رمز الخبر: 3486771
طهران ـ إکنا: إن القرآن الکریم یؤکد تأثیر الفرد في إصلاح المجتمع وأن المحافظة علی المجتمع بحاجة إلی هدایة الأفراد وتوعیتهم.

ما هو الطریق لمنع سقوط المجتمعات؟إن "الصلاح" و"الفساد" أمران متقابلان یظهر أثر الفساد علی الفاسد والصلاح علی الصالح وإن الصلاح یتناسق مع أجزاء الکون والفساد لا یتناسق معها وهذا یؤدي بالتالي إلی زوال الفساد وبقاء الصلاح ضمن سنة إلهیة جاریة. 

إن ما جاء فی الأعلی هو قول المفسر القرآني الايراني الكبير "العلامة السيد محمد حسين الطباطبایی" في تفسیره المیزان للقرآن الکریم. 

ولکن ما هو الفساد وما هي المعصیة؟ وما الفرق بینهما؟

إن المعصیة هي مخالفة التعالیم الإلهیة وفعل ما نهی الله عنه أو ترك ما أمر الله به. 

وأما الفساد هو العمل الذي یهدّد حریة المجتمع وأمنه وعدله وإستقراره وإن الفساد هو العمل الذي یخرج المجتمع من حالة الإعتدال والإستقرار. 

فإن المعصیة تسيء عاقبة الفرد الواحد وأن الفساد یسيء عاقبة المجتمع، كما قال الله سبحانه وتعالى في الفساد "ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ" (الروم /41) وتدل الآیة علی العلاقة الواسعة بین المعصیة والفساد. 

إن الخطيئة وانتهاك القانون مثل طعام غير صحي وسام له تأثير سلبي على جسم الإنسان ويجعل الإنسان يعاني من ردود أفعاله الطبيعية. على سبيل المثال، الكذب يقضي على الثقة، وخيانة الأمانة تدمر العلاقات الاجتماعية، والظلم دائماً مصدر اضطهاد آخر.

وبحسب الروایات الإسلامیة هناك آثار کثیرة للمعصیة علی سبیل المثال جاء في الروایة أن قطع الرحم یجعل العمر قصیراً وأکل مال الیتیم بالباطل یطفئ نور القلب کما جاء حدیث عن النبي (ص) مفاده أن للزناء ستة عواقب ثلاث في الدنیا وثلاث فی الآخرة. 

وجاء في حدیث آخر عن الرسول (ص) أنه حذر من الزنا وإنتشار الزنا من بعده وقال إن ذلك یقصر الأعمار کما أن الزبا یؤدي إلی الجفاف وترك الزکاة یسلط العدو علیهم، كما قال النبي(ص): "إِذَا كَثُرَ اَلزِّنَا بَعْدِي كَثُرَ مَوْتُ اَلْفَجْأَةِ وَ إِذَا طُفِّفَ اَلْمِكْيَالُ أَخَذَهُمُ اَللَّهُ بِالسِّنِينَ وَ اَلنَّقْصِ وَ إِذَا مَنَعُوا اَلزَّكَاةَ مَنَعَتِ اَلْأَرْضُ بَرَكَاتِهَا مِنَ اَلزَّرْعِ وَ اَلثِّمَارِ وَ اَلْمَعَادِنِ وَ إِذَا جَارُوا فِي اَلْحُكْمِ تَعَاوَنُوا عَلَى اَلظُّلْمِ وَ اَلْعُدْوَانِ وَ إِذَا نَقَضُوا اَلْعُهُودَ سَلَّطَ اَللَّهُ عَلَيْهِمْ عَدُوَّهُمْ وَ إِذَا قَطَعُوا اَلْأَرْحَامَ جُعِلَتِ اَلْأَمْوَالُ فِي أَيْدِي اَلْأَشْرَارِ وَ إِذَا لَمْ يَأْمُرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَ لَمْ يَنْهَوْا عَنِ اَلْمُنْكَرِ وَ لَمْ يَتَّبِعُوا اَلْأَخْيَارَ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي سَلَّطَ اَللَّهُ عَلَيْهِمْ أَشْرَارَهُمْ فَيَدْعُو عِنْدَ ذَلِكَ خِيَارُهُمْ فَلاَ يُسْتَجَابُ لَهُمْ".

وإنها سنة إلهیة أن الناس مالم یصلحو أمرهم سیصلحهم الکون بقواعده الإلهیة التي تنتمي إلی إزالة الفساد و تحکیم الصلاح. 

ویؤکد العلامة الطباطبایي أن الفساد لن یستطیع الإستقرار في العالم وإنه إلی الزوال کما هو الأمر بالنسبة للظلم وذلك لقوله تعالی "واللّهُ لا یَهدِی القَومَ الظّلِمین"(المائدة /51).

أخبار ذات صلة
captcha