ایکنا

IQNA

جواهر عَلَويَّة...

التسويف من أَشَدِّ وأَلَدِّ أعداء الإنسان

15:18 - June 25, 2023
رمز الخبر: 3491698
بيروت ـ إکنا: إن التسويف من أَشَدِّ وأَلَدِّ أعداء الإنسان في الحقيقة، إنه يُضَيِّع عمره بلا فائدة تذكر، بل يجعل وجود الإنسان في خطر، إذ يُضَيِّع قواه وطاقاته، ويحيله كسرابٍ بقِيْعَةٍ يحسبه الظمآن ماءً، لا قيمة لوجوده دون إنجازات ينجزها وأهداف يحققها.

ورُوِيَ عن الإمام علِيَّ (ع) أنه قال: "تَعْجيلُ السَّراحِ نَجاحٌ".

وعندما تناطُ بك مَهَمَّة من المَهمّات، فبادر إلى أدائها بأسرع ما يكون، وعلى النحو الذي يجب، وعندما يُعْهَد إليك إنجاز عمل من الأعمال فعجل في إنجازه ولا تماطلنَّ أو تُسوِّفَنَّ فيه، فإنك رهين للمهمة وأسير للعمل لا تتحرَّر منهما إلا بإنجازهما، إنجازك سَراحك، فالتسويف والمماطلة والتأجيل بمثابة السِّجن لا تخرج منه إلا بإنجاز العمل.

واعلم: إن لكل عمل وقته الأمثل فأدِّه فيه، فأنت لا تدري ما سيكون بعد قليل، فقد تعجَز عن فعله، وقد يصرفك عنه صارف، وقد تتغير الظروف وتتبدل الأحوال، فليس ينبغي لمثلك وأنت العاقل الرشيد أن تؤجِّله وقد حان ميعاده، التسويف في إنجازه سيأتي على حساب عمل آخر، ولكل ساعة عملها، ولكل يوم عمله. ثم إنك وقتٌ من الأوقات، وأنت زمن محدود لا يطول ولا يمتد، زمن ينقضي ولا يرجع، فكل تسويف ومماطلة يأكلان منك في الحقيقة.

يُروى أن أبناء رَجُلٍ عاقل سألوه أن يوصيَهم فقال: احذروا (سوفَ) وأنَّبَ رجل أولاده على فشلهم في الكثير من الأمور فقال: أنذرتكم من (سوف)، وهاتان وصيتان من أهم الوصايا فهما تفتحان الطريق أمام نجاح الإنسان في حياتَيه الدنيوية والأخروية، فإن النجاح فيهما مرهون بالعمل والإنجاز، فما خُلِق الإنسان إلا ليعمل في الأولى للثانية، فإذا لم يعمل، أو سَوَّف حتى فاته الوقت، فأي دنيا وآخرة سيبنيهما؟! 
 
إن التسويف من أَشَدِّ وأَلَدِّ أعداء الإنسان في الحقيقة، إنه يُضَيِّع عمره بلا فائدة تذكر، بل يجعل وجود الإنسان في خطر، إذ يُضَيِّع قواه وطاقاته، ويحيله كسرابٍ بقِيْعَةٍ يحسبه الظمآن ماءً، لا قيمة لوجوده دون إنجازات ينجزها وأهداف يحققها. فلكي يواجه الإنسان هذا لا بد وأن يُعَجِّل العمل، ويستعجل إنجاز ما يجب عليه إنجازه. 

ما تقدم كان معنى من معاني: "تَعْجيلُ السَّراحِ نَجاحٌ". وهناك معنى آخر لهذه الجوهرة الكريمة وهو التسويف في العطاء لمن يسألك إياه، أو المماطلة في قضاء حاجة من يسألك قضاء حاجته، فتأجِّله مَرَّة بعد مَرَّةٍ، تَعِدُهُ اليوم ثُمَّ غداً ثُمَّ بعد الغَد، وهو ينتظرك ويمَنِّي نفسه بالحصول على حاجته، إن هذا لا يليق بك ولا به، فإن لم تكن عازماً على قضاء حاجته فلِمَ تعده؟!، والوعد دَين، وإن كنت صادقاً في إرادة خدمته لكن عجزت عن ذلك فأخبره بعجزك وأطلق سراحه، فلعل غيرك يقضيها له، أو يعتمد على نفسه فيسعى في تأمين أسبابها.

بقلم الکاتب والباحث اللبنانی في الدراسات القرآنية السيد بلال وهبي

تابعونا على شبكات التواصل الاجتماعي:

twitter

facebook

whatsapp

کلمات دلیلیة: جواهر علوية ، التسويف
captcha