ایکنا

IQNA

جواهر عَلَويَّة...

خیر الناس مَن نفع الناس

16:10 - August 19, 2023
رمز الخبر: 3492380
بيروت ـ إکنا: إن شِئتَ أن تكون خير الناس فانفع الناس، وإن شِئتَ أن ترى خير الناس فانظر إلى أكثرهم نفعاً للناس، وإن شِئتَ أن تسود على الناس فانفعهم، وإن شِئتَ أن يُحبك الناس فانفعهم، فإنَّ الإنسانَ عبدُ الإحسانِ.

ورُوِيَ عن الإمام علِيَّ (ع) أنه قال: "خَيرُ النّاسِ مَنْ نَفَعَ النّاسَ".

إن شِئتَ أن تكون خير الناس فانفع الناس، وإن شِئتَ أن ترى خير الناس فانظر إلى أكثرهم نفعاً للناس، وإن شِئتَ أن تسود على الناس فانفعهم، وإن شِئتَ أن يُحبك الناس فانفعهم، فإنَّ الإنسانَ عبدُ الإحسانِ.

وإن شِئتَ أن يحبَّك الله فكن نَفّاعاً لخلقه كلِّ خلقه من بشر وحيوان ونبات وشَجَر إذ "اَلْخَلْق كُلِّهِمْ عِيَالُ اَللَّهِ، فَأَحَبَّهُمْ إِلَى اَللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَنْفَعُهُمْ لِعِيَالِهِ".

كما جاء عن خاتم المرسلين محمد (ص). وعنه (ص) لَمّا سأله رجلٌ: أُحِبُّ أَنْ أَكُونَ خَيْرَ اَلنَّاسِ، فَقَالَ (ص): "خَيَّرَ اَلنَّاسُ مِنْ يَنْفَعُ اَلنَّاسُ، فَكُنْ نَافِعًا لَهُمْ ".

ورُوِيَ عن الإمام جعفر الصادق (ع) أنه قال: "قَالَ اَللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: اَلْخُلُقُ عِيَالِي فَأَحَبَّهُمْ إِلَيَّ أَلْطَفُهُمْ بِهِمْ وَاسْعَاهِمْ فِي حَوَائِجِهِمْ".

وقد وصفت الروايات الشريفة المؤمن بأنه نَفَّاع، كثير الخير، أينما حَلَّ حلَّ النفع، وحَلَّت البركة، وحَلَّ الخير، وحلَّ الهُدى، وحَلَّ العلم، وحَلَّ الحُبُّ، وحلَّت الرأفة والرحمة، وحَلَّ التعامل الإنساني الراقي، وحلَّت الأخلاق الفاضلة، "اَلْخَيْرُ مِنْهُ مَأْمُولٌ وَالشَّرُّ مِنْهُ مَأْمُونٌ"*.

هكذا أراد الله للإنسان أن يكون، نَبعاً يفيض بالعطاء، وماءً يحيي موات الأرض، وقلباً ينبض بالحُبِّ والوِد والرحمة والعاطفة الإنسانية النبيلة، ونفساً زاكية مشحونة بحب الخير لها ولسواها من الخلق، ويداً تُعين، وقدماً تسعى في الصلاح والإصلاح، وكلمة تجمع ولا تُفَرِّق، وموقفاً يناصر الحقَّ ويُدحِض الباطل، وسيفاً يقطع أيادي الظالمين والمعتدين، وعقلاً ينتج ويُبدع، ويضع الحلول لمشاكل سكان الأرض، وهو بهذا يتَّسِقُ مع الوجود كله، فما من مخلوق ولا كائنٍ إلا وأودع الله فيه القابلية على النفع، وما من موجود إلا وهو نافع في أصل وجوده ولو بحثتَ قارئي الكريم في الكون الرحيب الفسيح فلن تعثر على موجود لا نفع فيه، حتى ذلك الذي تراه للوهلة الأولى متوحِّشا مفترساً، أو حيوانا قارضاً، أو نملاً سارقاً، أو بركانا متفجِّراً، أو سيلاً عارما مُدَمِّراً، أو حَرّاً قائظاً، أو نباتاً مُرّاً سامّاً، كل ذلك لو أمعنت النظر فيه، وجُلتَ بفكرك فيما يُخَلِّفُه من آثار  لوجدته نافعاً لنفسه ونافعاً لغيره.

واعلم قارئي الكريم إنك قادر على النفع، شأنك شأن غيرك من الخلق، بل أنت أقدر من سواك على النفع وأجدر، ألستَ أكرم خلق الله؟ بلى. ألم يُسَخِّر الله الخلق لك بما وهبك من قدرة على التفكير والتحليل والفهم، وما زوَّدك من قابليات تقدر معها أن تجعل معظم الأشياء طوع إرادتك. إذاً أنت قادر على النفع ونفعك لا يقتصر على البشر بل يتعداهم إلى الحيوان والنبات، لأنك قادر على تطوير ما لا يقدر على تطويره الحيوان نفسه، وقادر على تسهيل حياته وهو عاجز عنها.

 ثم أن تكون نَفّاعاً للناس فنفعك لا يقتصر على الجانب المادي بل يشمل الجانب المعنوي وهو الأهم، فقد تعجز عن خدمتهم بيدك فاخدمهم بلسانك، وقد تعجز عن معالجة أمراض أبدانهم فعالج أمراض قلوبهم، وقد تعجز عن التصدق عليهم بالمال فتصدق عليهم بابتسامتك، أو دعائك، أو تعليمهم ما يجهلون، أو إرشادهم والنصح لهم. 

بقلم الكاتب والباحث اللبناني في الدراسات القرآنية السيد بلال وهبي

تابعونا على شبكات التواصل الاجتماعي:

captcha