ایکنا

IQNA

جواهر عَلَويَّة...

ذِكرُ الله تُستَنجَحُ به الأمور

16:05 - August 18, 2023
رمز الخبر: 3492362
بيروت ـ إکنا: إن ذِكر الله تُستَنجَحُ به الأمور، وتُفتَحُ به المَغاليق، وتتيسَّر به الأسباب، وتُقضى به الحوائج، وتُنالُ به المطالب، وإنه ليعصم من الذنب، ويصون من الخطأ والزَّلَل، ويدفع بالمَرء إلى العمل، ويُجنِّبه الكسل، ويدرأ عنه المَلَل، ويزرع فيه الرجاء والأمل.

ورُوِيَ عن الإمام علِيَّ (ع) أنه قال: "خَيرُ مَا اسْتَنْجَحَتْ بِهِ الأُمُورُ ذِكرُ اللّهِ سُبْحانَهُ".

ذِكرُ الله تُستَنجَحُ به الأمور، وتُفتَحُ به المَغاليق، وتتيسَّر به الأسباب، وتُقضى به الحوائج، وتُنالُ به المطالب، وإنه ليعصم من الذنب، ويصون من الخطأ والزَّلَل، ويدفع بالمَرء إلى العمل، ويُجنِّبه الكسل، ويدرأ عنه المَلَل، ويزرع فيه الرجاء والأمل، ويمده بطاقة روحية جَبّارة، ويملأ قلبه بالمعنويات، ويشحن نفسه بالطمأنينة، ويُشعِره أنه في عين الله ورعايته، وفي كنفه وحمايته، فتعلو هِمَّته، وتسمو غاياته، ويثبت أمام تَقلُّبات الحياة، وتداول الأيام، وتحول الأحوال، ويطرد عنه الشيطان، ويجعله في مأمن من الاستجابة لأبالسة الجِنِّ والإنس. 

هل يفعل الذكر كل هذا؟

الجواب: نعم. الذِّكر يربط الذاكر وهو الإنسان بالمذكور وهو الله، الذاكر يرى نفسه دائماً أبداً في مَحضر الله ، فيدفعه ذلك إلى أمرين اثنين: الأول: يُعَظِّم مقام الله في نفسه، ويهاب مخالفته، فيعصمه عن الوقوع في براثن الذنب ومخالب المعصية، ولما كان الله تعالى لا يدعوه إلا إلى ما فيه الخير له والصلاح، فيكون الذكر سببا من أسباب نجاحه في مختلف أموره، والثاني: يستَمِدُّ من الله القوة والمَدَدَ إذ يعلم أن الله معه وظهيره وناصره والمدافع عنه، فالذاكر يرى الله في كل شيء، ويراه مهيمنا على كل شيء، وبيده أسباب كل شيء، وإليه يرجع كل شيء، فيأنس به، ويتقرَّب إليه بمشاعره وعواطفه، ويذكره بلسانه.

والمَذكور وهو الله يذكُرُ عبده الذاكر بالرحمة والهداية والتوفيق والتسديد ويهيئ له الأسباب، ويكشف عنه الكرب، ويفرج عن قلبه الهموم والغموم. وقد جاء في الحديثِ القُدسيِّ: "أيُّما عَبدٍ اِطَّلَعتُ عَلى‏ قَلبِهِ فَرَأيتُ الغالِبَ علَيهِ التَّمَسُّكَ بِذِكرِي، وكنتُ جَلِيسَهُ ومُحادِثَهُ وأنِيسَهُ"*. ومفاد قوله: *"تَوَلِّيتُ سياسَتَهُ" أن الله تعالى يتولى تدبير شؤونه إما بمدد غيبي، أو تسبيب الأسباب، أو هدايته وتسديده.

وقد كشف الإمام أمير المؤمنين (ع) عن الآثار النفسية والفكرية والذهنية للذكر فقال: "الذِّكرُ هِدايَةُ العُقولِ وتَبصِرَةُ النُّفوسِ" وقال: "الذِّكرُ يُؤنِسُ اللُبَّ ويُنيرُ القَلبَ ويَستَنزِلُ الرَّحمَةَ"*. وقال: *"ذِكرُ اللَّهِ تُستَنجَحُ بِهِ الأُمورُ، وتَستَنيرُ بهِ السَّرائرُ"."

وآثار الذكر لا تقتصر على ما مَرَّ آنفاً فالتجربة العملية تثبت للذكر آثاراً عظيمة في قضاء الحاجات وتغَيُّر الأحوال،، في هذه المجال يمكن لكل واحد منا أن يورد الكثير من الشواهد بل والبراهين على أن الذكر بنوعيه الحالي والقولي كان السبب في نجاح أموره أو أمور سواه، ولا حاجة بي إلى استعراض جميع ما قَصَّه القرآن الكريم من قصص في هذا المجال، يكفي أن أذكر لك قصَّة النبي موسى (ع) إذ لجأ إلى الله عارضاً فقره بين يديه إذ قال: "رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ"﴿24/ القصص﴾ فهيّأ الله له أسباباً لم يذهب إليها وَهْمُه، "فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا فَلَمَّا جَاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لَا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ"﴿25/ القصص﴾*.

أو أذكر لك قِصَّة النبي أَيّوب (ع) إذ لجأ إلى الله عارضاً ضُرَّه بين يديه *"إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ﴿83﴾ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَىٰ لِلْعَابِدِينَ"﴿84/ الأنبياء﴾.

مِمّا يدل على أهمية الذكر في إنجاح ونجاح المَطالب وقضاء الحاجات، ويكفيني -وأنا العاقل الذي يدرك ما حدث معه شخصياً، ويدرك ما يكتب- أن استرجع أموراً لجأتُ فيها إلى الله تعالى عارضاً همومي بين يديه فكنت أرى الإجابة. أو أسترجع ما سمعته من كثيرين لجأوا إلى الله بالذكر والدعاء فكان الله عند حُسِنِ ظنهم به، فقضى حوائجهم، ويَسَّرَ أمورهم.   

بقلم الكاتب والباحث في الدراسات القرآنية السيد بلال وهبي

تابعونا على شبكات التواصل الاجتماعي:

captcha