ایکنا

IQNA

جواهر عَلَويَّة...

قواعد النجاح في الحياة من منظور الامام علي(ع)

11:25 - August 16, 2023
رمز الخبر: 3492342
بيروت ـ إکنا: إن للنجاح في الحياة أسباباً ومُقوّمات وقواعد وعلى المَرء أن يُتقنها ويلتزم بها، ومن أهم تلكم القواعد أن يقوم بتصنيف الأعمال التي يحتاج أن يُنجِزها، إلى ضرورية لازمة، وغير ضرورية.

ورُوِيَ عن الإمام علِيَّ (ع) أنه قال: "خَيرُ الْأَعْمالِ ما قَضَى اللَّوازِمَ".

وفي هذه الجوهرة الكريمة يكشف أمير المؤمنين (ع) عن واحدة من أهم قواعد النجاح في الحياة، والنجاح مطلوب لنا جميعاً، إذ لا أحد مِنّا يرغب بالفشل، غير أن البعض منا ينجح في تحقيق ما كان يصبو إليه، والبعض الآخر يفشل، والسبب في نجاح الأول وفشل الثاني يرجع إلى التزام الأول بقواعد النجاح، وتوفير الأسباب اللازمة لذلك، وعدم التزام الثاني بها، وعدم توفيره الأسباب اللازمة.

إن للنجاح في الحياة أسباباً ومُقوّمات وقواعد وعلى المَرء أن يُتقنها ويلتزم بها، ومن أهم تلكم القواعد أن يقوم بتصنيف الأعمال التي يحتاج أن يُنجِزها، إلى ضرورية لازمة، وغير ضرورية.

ثم يصنف الأعمال الضرورية إلى أعمال مُلِحَّة لا يمكن تأجيلها بحال من الأحوال، وأعمال غير مُلِحَّة يمكن تأجيلها، ويبادر إلى فعلها مراعياً قاعدة الأهم فالمُهم، فإذا تمكن من إنجاز الأهم، سهل عليه إنجاز المهم، فإذا انتهى من الأعمال الضرورية انتقل إلى غير الضرورية، فيصنفها إلى أعمال مفيدة، مادياً، أو بدنياً، أو نفسياً، وأعمال غير مفيدة، ويمكن الاستغناء عنها، ثم يبادر هنا أيضا إلى إنجاز تلك الأعمال مراعياً الأهَمَّ ثم المهم وبهذا التصنيف يمكنه أن يُنجز كل الأعمال الضرورية منها وغير الضرورية. 

أما إذا لم يراعِ ذلك التصنيف فقد تختلط الأمور عليه، فيبادر إلى إنجاز ما هو غير ضروري ويترك الضروري، أو يُقَدِّم الضروري المهم على الضروري الأهم، فيضيع وقته، ويخسر إمكانياته، ويكون الفشل في انتظاره.

لو أخذت المؤمن الملتزم نموذجاً لما تقدم لوجدنا أمامه أعمالاً لازمةً واجبة، وأخرى مستحبَّة مندوبة، وثالثة مباحة، ورابعة مُحَرَّمة، فأما الأخيرة فلا شك في وجوب اجتنابها، وأما الثالثة فيمكن تأجيلها، وأما الثانية فتأتي بعد الأولى في الرُّتبة، وعليه أن يصُبَّ اهتمامه بالأعمال من المرتبة الأولى، وهي الواجبات سواء كانت واجبات عبادية، كالصلاة اليومية الخمسة، أو الصيام الواجب كصيام شهر رمضان أو صوم النذر إن كان وقته ضَيِّقاً، فهذه أعمال لا يمكن تأجيلها بحال من الأحوال، كما لا يمكن أن يتقدم عليها شيء في الأهمية، إذا لا يدري المرء متى يغادر هذه الدنيا.

أو كانت واجبات حياتية كالسَّعي في حوائجه، والعمل الواجب لتحصيل رزقه، وسوى ذلك من الأعمال اللازمة لحياته، فهذه أيضاً يجب أن يهتم بها ويعطيها أولوية مطلقة، وهي لا تتعارض مع الأولى العبادية، فالعبادات لازمة ضرورية ولها وقتها، والأعمال الحياتية لازمة ضرورية ولها وقتها أيضا، فإذا أنجز هذه وتلك، انتقل إلى فعل المُستَحَبِّ بالقدر الذي يجد في نفسه إقبالاً عليه، فإذا أنجز الثلاثة خَلَّى بين نفسه وبين لذّاتها فيما أحلَّ الله له.

وقد جاء في الحديث عن الإمام موسى بن جعفر الكاظم (ع): "اِجتَهِدوا في أن يَكونَ زَمانُكُم أربَعَ ساعاتٍ: ساعَةً لِمُناجاة اللّهِ، وساعَةً لأَمْرِ المَعاشِ، وساعَةً لِمُعاشَرَةِ الإِخوانِ والثِّقاتِ الَّذينَ يُعَرِّفونَكُم عُيوبَكُم، ويُخلِصون لَكُم فِي الباطِنِ، وساعَةً تَخلونَ فيها لِلَذّاتِكُم في غَيرِ مُحرَّمٍ".

بقلم الكاتب والباحث اللبناني في الدراسات القرآنية السيد بلال وهبي

تابعونا على شبكات التواصل الاجتماعي:

captcha