ایکنا

IQNA

جواهر عَلَويَّة...

جهاد النفس هو أعظم الجهاد

14:32 - August 27, 2023
رمز الخبر: 3492486
بيروت ـ إکنا: إن جهاد النفس هو أعظم الجهاد بل عدَّه رسول الله (ص) الجهاد الأكبر عندما خاطب قوماً من المجاهدين، رجعوا لتوّهم من الغزو فقال: "مَرحَباً بِقَوم قَضَوا الجِهادَ الأَصغَرَ وَبَقيَ عَلَيهِم الجِهادُ الأَكبَرُ، فَقِيلَ يا رَسُولَ اللهِ، ما الجِهادُ الأكبرُ، قالَ: جِهادُ النَّفسِ".

ورُوِيَ عن الإمام علِيَّ (ع) أنه قال: "خُذْ مِنْ نَفْسِكَ لِنَفْسِكَ، وَتَزَوَّدْ مِنْ يَوْمِكَ لِغَدِكَ، وَاغْتَنِمْ عَفْوَ الزَّمانِ، وَانْتَهِزْ فُرْصَةَ الإمْكانِ".

تحتضن هذه الجوهرة العلوية الكريمة أربعة من الوصايا الكريمة، هي بحق مفاتيح أربعة للنجاح والفلاح في الدنيا والآخرة، من اتخذها منهجاً له في الحياة فاز وأفلح، وتطور ونَما، وأنجز الكثير، وحقق ما يطمح إلى تحقيقه، ومن غفل عنها أو تغافل كان حليف الخُسران والشقاء.

الوصية الأولى: أن يأخذ الإنسان من نفسه لنفسه، أي أن يجاهد نفسه لأجل نفسه وجهاد النفس أعظم الجهاد بل عدَّه رسول الله (ص) الجهاد الأكبر عندما خاطب قوماً من المجاهدين، رجعوا لتوّهم من الغزو فقال: "مَرحَباً بِقَوم قَضَوا الجِهادَ الأَصغَرَ وَبَقيَ عَلَيهِم الجِهادُ الأَكبَرُ، فَقِيلَ يا رَسُولَ اللهِ، ما الجِهادُ الأكبرُ، قالَ: جِهادُ النَّفسِ".


ثم قال: "أَفضَلُ الجِهادِ مَنْ جاهدَ نَفْسَهُ الَّتي بَينَ جَنْبَيهِ".

وإنما هو أكبر وأعظم لأن النفس طموح جموح ومراسها صعب، وسياستها أصعب، والتحكم في شهواتها وأهوائها يحتاج إلى عزم أكيد وإرادة قوية راسخة، ومن يغفل عن نفسه أهلكته، وذهبت به بعيداً في التيه والضلال والانحراف، وإنما يأتينا العَدوُّ من طريق أنفسنا بالترغيب تارة وبالترهيب تارة أخرى، فإن قَدِرنا على عليها كُنّا على غيرها أقدر، وإن ثبتنا أمام تسويلها ووسوستها كُنّا أمام أعدائنا أثبت.

فلا يجوز الغفلة عن النفس بحال من الأحوال، ويجب أن يدأب الإنسان في تزكيتها من الرذائل وتحليتها بالفضائل. وأن يستمر على هذا الإجراء حتى يخرج من الدنيا. وإن هذا التهذيب ليرجع على النفس، فهو يأخذ منها لها.

الوصية الثانية: أن يتَزَوَّد من يومه لِغَده، غده القريب في الدنيا، وغده البعيد في الآخرة، فكل الغَدِ قائم على اليوم، ما تفعله في يومك تحصد ثماره في غدك، إن خيراً فخيراً وإن شَرّاً فشَرّاً، والإنسان في الدنيا في سَفَر دائم والأيام مراحل على الطريق كلما مضى يوم قطع مرحلة، إلى أن ينتهي سفره في الآخرة حيث يستقر في دار القرار، وهو محتاج إلى الزاد الذي يستعين به على قطع المراحل، ويهنأ به في دار القرار. إن ذلك يلزمه بأن يستفيد من يومه لغده، وأن يستغل حاضره ليبني عليه مستقبله، فلا يكون منه لهو ولا تسويف ولا مطَل ولا تأجيل، إذ لكل يوم عمله، فإذا سَوَّف ضيَّع، وإذا ضيَّعَ فَقَدَ وافتقر، وخَسِرَ وفَشل، فضلاً عن كونه لا يدري أيكون في الغد من الأحياء أم في عداد الأموات.

الوصية الثالثة: أن يغتنم عَفْوَ الزمان، أي يغتنم الرخاء والسعة، ويغتنم الصحة والعافية، ويغتنم القدرة والاستطاعة، فالزمان يسمح للإنسان أن يفعل الكثير، ويعطيه الوقت الكافي لينجِز الكثير من أموره ويحقق الكثير من أهدافه.  

الوصية الرابعة: أن يَنتهز فرص الخير. وهي كثيرة، وعلى الإنسان أن يكون على استعداد دائم لاقتناصها واستفادة منها، فإنها سريعة الذهاب، وإضاعتها تترك في النفس غُصَّة لا تذهب أبداً.

بقلم الكاتب والباحث اللبناني في الدراسات القرآنية السيد بلال وهبي

تابعونا على شبكات التواصل الاجتماعي:

captcha