قال الإمام الصادق (ع) في تفسير الآية السادسة من سورة الإسراء المبارکة "ثُمَّ رَدَدْنا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ": إن خروج ورجعة الإمام الحسين (ع) ستكون مع سبعين من أصحابه المخلصين، واضعين خوذاتهم الذهبية على رؤوسهم. يأتون من جهتين ويخبرون الناس أن هذا هو الحسين (ع) الذي رجع وخرج، حتى لا يشك أي مؤمن في أمره، ولا يظنّ أحد أنه الدجال أو الشيطان، ولا يزال الحجة بن الحسن (عج) بين الناس.
وإذا استقر الإمام الحسين (ع) في قلوب المؤمنين، يحين أجل الحجة (عج)، ويكون الإمام الحسين (ع) هو الذي يغسله ويكفنه ويحنطه ويدفنه، ولا يتولى تجهيز جنازة الوصي إلا وصي وإمام.
إن فكرة رجعة وعودة الإمام الحسين (ع) مع أصحابه الأوفياء هي من معتقدات أتباع مدرسة أهل البيت (ع) والتي تحمل العديد من الإنجازات الإيمانية والسلوكية.
إقرأ أيضاً:
أول إنجاز لفكرة رجعة العترة (ع)، وخاصة الإمام الحسين (ع)، هو أن الإمام وأصحابه لم يُدفنوا في التاريخ، بل إن هذه القافلة بقيادة أبي عبد الله (ع) تواصل مسيرتها وستظهر في مرحلة من المستقبل.
والإنجاز المعرفي الثاني، فهو أن هذه القافلة حية وحاضرة وليست ميتة، ولذلك في كل لحظة وكل عام تضمّ بين صفوفها جمعاً من الطيبين في العالم، والدليل على ذلك أننا نشهد دوماً توجه هؤلاء الطيبين نحو الإمام الحسين (ع)، حيث يُجسد شهر محرم الحرام والأربعین هذه الحقيقة.
أما الإنجاز الثالث لرجعة الإمام الحسين (ع) فهو أنها تبعث الأمل في قلوب محبي أهل البيت(عليهم السلام) وتبقيهم في انتظار الانضمام إلى قافلة أبي عبدالله الحسين(ع). وهذا الانتظار سيؤدي إلى إصلاح فكر المجتمع الديني تجاه ثورة الإمام الحسين (ع) وواقعة عاشوراء، وبالتالي سيؤدي إلى إصلاح سلوكنا وأفعالنا.
إن المؤمن الشيعي یعتقد بعودة الإمام الحسين (ع) يوماً ما، فلهذا يسعى الى أن يتجنب تصرفات أعداء أهل البيت (ع) ويلتزم بالقيم حتى يكون يوماً ما في جيش الإمام (ع) عند رجعته.