کد خبر: 1872185
تاریخ انتشار : ۲۲ دی ۱۳۸۸ - ۱۶:۳۰

الشيخ محمد كريم راجح/شيخ قراء الشام

azahera

الشيخ محمد كريم راجح
شيخ قراء الشام
الشيخ محمد كريم سعيد راجح، شيخ قراء الشام. يحمل إجازات عديدة فی القراءات، وأهم الإجازات التی حصل عليها بالسند المتصل من علماء القراءات فی أساليب القراءات والنش والتی أقرها شيخ القراء فی وقته الشيخ أحمد الحلوانی رحمه الله.

هو فضيلة الشيخ القارئ المقرئ المفسر الفقيه اللغوی الأديب الأريب الخطيب اللامع المبوب محمد كریِّم بن سعيد بن كريم راجح، وُلد فی حی الميدان سنة 1344هـ الموافق لـ: 1926م.

نشأ فی بيت فقير فی القاعة فی حی الميدان، وُلد وعمرُ. أبيه خمسون عاماً.
تعليمه:

كانت والدته من ذوات الدين، وكانت تعلم القرآن للصغار فی بيتها، فبدأ تعليمه حين كان صغيراً عندها. ثم أنشئت المدارس النظامية فوضعته والدته عند الشيخ ياسين الزرزور الذی كان أخوها فی الرضاعة وابن خالها، فتعلم عنده القرآن والكتابة والإملاء والأعمال الأربعة فی الحساب.

ثم درس العلوم العربية والإسلامية فی جامع منجك.

حصل على الشهادة الثانوية، التی أهلته لدخول كلية الشريعة، التی حصل منها على الإجازة، ثم درس الدبلوم فی كلية التربية. ثم عين فی وزارة الأوقاف للتدريس.

شبابه وبداية صلته بالشيخ حسين خطاب:

بدأ الشيخ كريم عمله منذ كان فی عمر الصبا، حيث عمل فی مطبعة الهاشمية لصاحبها أبو أكرم الطرابيشی ومحمد هاشمی كتبی، وكان له رفاق لم ينشؤوا على التدين، فكانوا يحاولون أخذه إلى أماكن اللعب والتسلية، كالسينما مثلاً، وكان الذی يذهب إلى السينما فی نظر أهل الميدان يستحق التأديب، فذهب معهم مرة إلى السينما ولم يعد إلى منزله حتى الساعة الثانية عشر ليلاً، فلما عاد رأى والدته فی الطريق تفتش عنه، فلما رأته قالت له: ((يا بنی، والدك مسافر، وأنا وحدی وأنت أكبر أولادی، ولا تعود حتى الساعة الثانية عشر، أين كنت؟)) قال لها: ((كنت بالسينما)) فقد علمته أن لا يكذب، فقالت: ((أليس خيراً لك من السينما أن تذهب إلى الأستاذ الشيخ حسين خطاب تتعلم عنده القرآن وتتعلم منه الدين)) فوقعت هذه الكلمة من أذنه كموقع قول الله تعالى: ((ألم يأن الذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله))، وفی اليوم الثانی أنهى عمله وذهب مباشرة إلى جامع القاعة واتصل بالشيخ حسين خطاب وطلب أن يتعلم منه، فحفظ عنده القرآن الكريم من أوله إلى آخره فی سنة واحدة.

حفظ القرآن وهو فی طريقه إلى المطبعة وفی عودته منها، وحفظ عليه نظم الغاية والتقريب من الفقه الشافعی وحفظ ألفية ابن مالك فی النحو والصرف، كما حفظ قصائد من الأدب.

وبعد ذلك انقطع الشيخ كريم راجح إلى جامع منجك فی الميدان، عند الشيخ حسن حبنكة، وبدأ يقرأ العلوم الإسلامية والعلوم العربية.

ثم أصبحت صلته بالشيخ حسين خطاب واسعة عبر جامع القاعة، الذی كان شيخه ثم قويت العلاقة بينهما حتى أصبحت أقرب إلى الزمالة.

بدأ جمع القراءات مع الشيخ حسين خطاب عند الشيخ محمد سليم الحلوانی، الذی كان شيخ القراء فی تلك الفترة، فحفظ عليه الشاطبية، ولكن توفاه الله بعد ذلك، فأتم جمع القراءات العشر مع الشيخ حسين خطاب عند الشيخ أحمد الحلوانی (الذی آلت إليه مشيخة القراء بعد أبيه، وبعده آلت إلى أخيه سعيد، ثم الشيخ حسين خطاب، وبعده الشيخ كريم راجح). فجمع عليه القراءات العشر الصغرى (من طريقی الشاطبية والدرة) وأتمها عليه فی مدة وجيزة، وزيادة فی توثيق ما قرأ على الشيخ أحمد سليم الحلوانی قرأ القرآن كاملاً بالقراءات العشر الصغرى مرة أخرى فی ختمة كاملة على الشيخ الصالح المقرئ محمود فائز الدير عطانی (ت 1384هـ) -رحمه الله- وأتمها عليه وأجازه بها.
مشايخه:

فی بدايات طلبه تلقى القراءات العشر مع الشيخ حسين خطاب عند الشيخ سليم الحلوانی، وولده الشيخ أحمد الحلوانی، من طريق الشاطبية والدرة، ثم بعد ذلك تلقى القراءات العشر عن طريق الطيبة من الشيخ عبد القادر قويدر فی قرية عربين شمال دمشق.

ومن مشايخه العالم العلامة الشيخ حسن حبنكة الذی كان من أفذاذ العلماء فی ذلك الوقت، والذين يصدعون بالحق ويقولون كلمة الصدق ولا يخشون فی الله لومة لائم، ومن الذين حاربوا فی الثورة السورية. قرأ عليه عندما انقطع فی جامع منجك فی مشروع تعليم كان أنشأه الشيخ حسن للطلاب لينقطعوا فی الجامع للعلم.
من تلاميذه:

* محمد فهد خاروف.

* توفيق حداد.

* يوسف فريح.

* محمد الشفيع.



شيخ قراء الشام:

شيخ القراء هو الإنسان الذی اعترف به علماء دمشق وكل من يقرأ القران بأنه القمة فی هذا الفن، يعنی ليس بعمل رسمی ولا يتقاضى عليه أجراً، فیُرجع إليه عند الاختلاف فی هذه الأمور، يعتبر مرجعاً فی القراءات والتدريس.

آلت مشيخة قراء الشام إلى الشيخ كريم فی الثمانينات. حيث بويع له بمشيخة قراء دمشق بعد وفاة الشيخ حسين خطاب -رحمه الله- وذلك فی عام 1408هـ، ومسجد بنی أمية مكتظ بالناس، والشيخ حسين خطاب لا يزال مسجى فی نعشه فی قبلة المسجد، فأعلن الشيخ الصالح العالم شيخ مسجد بنی أمية الشيخ عبد الرزاق الحلبی مبايعة الشيخ محمد كرِّيم راجح شيخًا لقراء دمشق خلفًا للشيخ حسين خطاب -رحمه الله-، أعلن ذلك بعد أن استشار فيها الشيخ المقرئ أبو الحسن الكردی. وبعد إعلان الشيخ عبد الرزاق الحلبی ذلك أقر الجميع من علماء، وقرَّاء، ووافقت على ذلك وزارة الأوقاف بقرار من الوزير آنذاك. ولا يزال فضيلته شيخًا لقراء دمشق أطال الله فی عمره على طاعته.



مشواره فی التدريس:

ü بدأ يدرس فی المساجد وعمر ثمانية عشر سنة تقريباً، ثم درس فی مدارس الدولة كمدرسة بنات الميدان، فدرس اللغة العربية والتربية الدينية.

ü ثم انتقل للتدريس فی الثانوية الشرعية ما يزيد عن أربعين سنة، فدرس فيها القرآن الكريم وعلوم التفسير وعلوم الفرائض وعلوم اللغة العربية.

ü يدرس الآن فی معهد الفتح الإسلامی قسم التخصص.

ü وهو مدرس فی دائرة الفتوى فی مساجد دمشق:

Ÿ له درس مشهور فی جامع الحسن كل يوم ثلاثاء من كل أسبوع.

Ÿ وله درس فی جامع المنصور.



الخطابة:

الشيخ محمد كريم راجح خطيب لامع، إذا خطب أنصتت له دمشق بشيبها وشبابها، برجالها ونسائها، لا يكاد يدخل حفلاً أو مجلساً إلا ودُعی إلى الخطابة، لاشتهاره بها، وهو مع كونه قارئاً إلا أنه مشهور بخطابته التی تهز القلوب.

خطب فی جامع عيسى باشا، فی جامع المنصور، فی جامع المزة، فی جامع العثمان، فی مسجد زين العابدين، والآن هو خطيب فی مسجد الحسن فی الميدان.



مؤلفاته:

* اختصاره لتفسير ابن كثير.

* أوضح البيان فی شرح وتفسير القرآن.

* مختصر تفسير القرطبی.



محبته للشعر وكتابته له:

((لا شیء يستهوينی كالشعر))، هذا ما قاله الشيخ كريم راجح فی أحد لقاءاته التلفزيونية.

ومن أحبِّ الشعراء إلى قلبه أمير الشعراء أحمد شوقی، كان يحبه حباً جماً، ومن أكثر قصائده التی كان يحبها قصيدة:

رعاكم ذو الجلال بنی دمشق وعز الشـرق أوله دمشقُ

فهو يقرأ كتب الشعر، وكان قد قدم لديوان الشاعر مصطفى عكرمة، وهو يعتبره صديقاً، ويلتقی معه – حسب قوله – فی 3 أمور هی: العاطفة الجياشة نحو الإسلام التی يحملها الشيخ كريم فی خطابته ويحملها الشاعر مصطفى فی شعره. ويلتقی معه فی خفة الدم والروح التی يمتاز بها الشيخ كريم. وكذلك فی حبه الكبير للأدب.

والشيخ كريم راجح له محاولات فی كتابة الشعر، منها ما قاله فی قصيدة لصديق له طال غيابه عنه:

طـال الغياب متى أراك روحی وما ملكت فداك

عیـنی يمينـاً أقسمـت أن ليس تغمضـه تـراك

ونظم قصيدة عند تسلم الشيخ أحمد الحلوانی لمشيخة القراء مطلعها:

لله ليلـة أنس بت أقضيهـا كأننی من جنـان الخلد أجنيهـا

كأنها ليلة القدر التی شرُفـت حتى أتت آیـة القرآن تطريهـا

جاءت تباشيرها نفسی على كمد من الحياة وأوصـاب تعانيهـا

فمنذ نُبِّئْتُ أن الشيخ قد رُفِعَتْ إليه مشيخـة القـراء يؤويهـا

زالت همومی ونادانی الفؤاد أفِقْ هذی السعود تبدت فی تباهيهـا

جاءتك مشيخة القـراء لا عجب فبيتكم حـرم ما زال يؤويهـا

هذه بعض الأبيات التی كتبها الشيخ كريم فی بعض المناسبات، لكنه ليس شاعراً رسمياً، إنما حبه للشعر جعله يقرؤه ويكتبه أحياناً.
أولاده:

الشيخ محمد كريم راجح متزوج وله عدد من الأبناء:

أبناؤه ستة: منهم مهندس زراعی، ومهندس معماری، ومساعد مهندس، وتاجر، ومنهم ابن حاصل على الشهادة الأزهرية.

بناته: له بنت متزوجة من الشيخ محمد فهد خاروف (تلميذه)، بنت متزوجة من ابن الشيخ علی الشربجی، وبنت متزوجة من الخطاط البارع أحمد الباری.

حفظهم الله ونفع بهم الأمة.
الشيخ محمد كريم راجح الآن خطيب جامع الحسن فی الميدان، وهو شيخ قراء الشام حتى الآن، أمد الله لنا فی عمره ونفعنا بعلمه، وحفظه للأمة الإسلامية بخير.
علاء الدين آل رشی

تحياتی للغالی الفاضل دوما شيخنا العالم الباسم محمد خير الطرشان فقد جدد ذكرى علاقتی بهذا الرجل الذی أعتز أنی تتلمذت عليه وعلى الشيخ كريم راجح صاحب البسمة الحاضرة والفكاهة المتأدبة فی هذه الكلمات أضواء على إحدى الشخصيات الإسلامية المرموقة فی سورية ، الأستاذ " كريم راجح " رئيس المشيخة الإسلامية للقرآن الكريم وعلومه فی بلاد الشام ، والأستاذ كريم أحد أعمدة التجديد والفقه الميسر والمعلل ، ويتمتع بحيوية كبيرة ، فعلى الرغم من سنه الذی تجاوز السبعين إلا أنه لا يهدأ ولا يرتاح إلا فی مجالس الإصلاح والتربية والتوجيه . وقد استطاع حشد جماهير تحبه بما يملك من تبسيط الأفكار ونقلها من أروقة النخبة إلى أفكار الشعب المبسطة . يتنقل الأستاذ بين الجامعات الإسلامية والمعاهد الشرعية والمساجد العامة فيلحظ كل مستمع له أن الشيخ كريم له قلب كبير يستوعب كل من هنالك ، فيمد كف المصافحة ، ليس إصبع الاتهام ، ويتبع سد الذريعة ، لا السن بالسن ، ويعرف نبل سبق الرحمة الغضب . وللشيخ وقفات تجديدية تستحق النظر والتأمل ، وعلى الرغم من أن الأفكار التجديدية تختلف من شخص لآخر لأن التجديد يعنی المواكبة والاستجابة للمتطلبات المستجدة فی عصر ما والحاجات مختلفة من مكان وزمان آخر مما يؤدی إلى تفاوت الأفكار التجديدية . ولكن ثمة تقاطعات بين المجددين واشتراكية فی أفكارهم وهذا ما سنلحظه الآن من خلال طرح بعض الأفكار التی ينادی بها المجدد كريم راجح . يمكن تصنيف معالم التجديد عنده فی نقاط ثلاث : التجديد والتراث التجديد والفكر التجديد والرؤية التغيرية يسوء كل عاقل حال الأمة الإسلامية ، ويظن البعض أن الحكام حصرا هم العقبة فی وجه أی إنجاز وهم مخطئون ، لأن هذا الفكر أرهق الأمة وكلفها الكثير من شبابها . والحقيقة الغائبة عن الكثير هی ما يقوله أبو حامد الغزالی ( 505 ) هـ بارتباط فساد الرعايا بفساد حكامهم . ولذلك يدعو الشيخ أرباب الدعوة ورجال الفكر إلى ممارسة النقد الذاتی والمراجعة والتقويم لتوليد فكر إسلامی حضاری رشيد فالله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم . ويؤكد أن الشعوب هی التی ينبغی للدعاة أن تتجه جهودها نحوها .

--------------------------------------------------------------------------------

captcha