ایکنا

IQNA

جواهر عَلَويَّة...

الصبر صعب على النفس العجولة والضعيفة

8:55 - August 07, 2023
رمز الخبر: 3492218
بيروت ـ إکنا: إن الصبر صعب على النفس العجولة والضعيفة، والصبر انتظار يصاحبه قلق وتوتر، والصبر استمرار يواكبه أمل ورجاء، وقد يهجم على الصابر اليأس حين يتأخَّر ما يرجوه، والصبر ثبات أمام ما يعصف بك لتتقهقر، والصبر يقين بأن الذي تريده سيتحقق لك نهاية المطاف، والصبر ثقة بنفسك وقدراتك على الإنجاز والوصول.

رُوِيَ عن الإمام علِيَّ (ع) أنه قال: "حَلاوَةُ الظَّفَرِ تَمْحُو مَرارَةَ الصَّبْرِ".

أنا واثق قارئ الكريم أنك سٍعيتَ فيما مضى من حياتك الكريمة لتحقيق أهداف وضعتها لنفسك، من المؤكَّد أن طريقك إليها لم يكن سهلاً، ولا مفروشاً بالورود والأزاهير، لقد واجهتك عقبات، وصادفت مُعَوِّقات، وعانَيتَ من كثير من الصعوبات، لا أشُكّ أنك تَعِبتَ وكابَدتَ، قد تكون نفسك حدَّثتك بالتراجع عما تريد، قد تكون هَوَّلَّت عليك المصاعب والأثمان، وقد تكون هونتها عليك، ودعتك إلى الاستمرار ومواصلة السير في اتجاه ما تريد.

كل ذلك كان يحتاج منك إلى الصَّبر، والصبر مُرٌّ، والصبر صعب على النفس العجولة والضعيفة، والصبر انتظار يصاحبه قلق وتوتر، والصبر استمرار يواكبه أمل ورجاء، وقد يهجم على الصابر اليأس حين يتأخَّر ما يرجوه، والصبر ثبات أمام ما يعصف بك لتتقهقر، والصبر يقين بأن الذي تريده سيتحقق لك نهاية المطاف، والصبر ثقة بنفسك وقدراتك على الإنجاز والوصول. 

والصبر أولاً وآخراً شرط لكل نجاح وفلاح، بل إنه شرط للحياة، فلا شيء يكون فيها إلا وهو محتاج إلى الصبر، فالحياة قائمة على الجُهِدِ والكَدِّ والكَبَد، ولكلِّ شيء فيها وقته الذي لا يكون قبله، وفي الحياة فَقْد وموت وضعف وافتقار، ولا سبيل إلى تحقيق شيء إلا بالصبر، وعدم الجزع، وعدم التَّسَخُّط والشكوى، وحبس الجوارح عن التشويش، ومواجهة ما يأتي به القَدَر بالوعي والتسليم والرضا.

وقد رُوِيَ عن الإمام أمير المؤمنين (ع) أنه قال: "الصَّبرُ فِي الأُمورِ بمَنزِلَةِ الرَّأسِ مِنَ الجَسَدِ، فإذا فارَقَ الرَّأسُ الجَسَدَ فَسَدَ الجَسَدُ، وإذا فارَقَ الصَّبرُ الأُمورَ فَسَدَتِ الأُمورُ". ورُوِيَ عن نبي الله عيسى بن مريم (ع) أنه قال: "إنّكُم لا تُدرِكُونَ ما تُحِبُّونَ إلّا بِصَبرِكُم على‏ ما تَكرَهُونَ".

لكن الصبر رغم مرارته ينساه المرء حين يظفر بما يريد، ويتحقق له ما كان يطمح إليه، بل إنه ليحلو، فترى المنتصر يتذكر معاناته بفخر واعتزاز، يتذكرها فتنبسط نفسه لها حين يرى الصبر عليها قد أثمر نصراً وفوزاً وفلاحاً، ويرى أهدافه التي صبر لتحقيقها ماثلة أمام عينيه، ولعله يتمنى لو أعاد الكرَّة مرة أخرى، وقد يدفعه ذلك إلى خوض تجربة أخرى.

فاجعل قارئي الكريم الصبر حليفاً لك طول حياتك، اعتمده منهجاً فيها، واستعن به على جميع أمورك، وقَوِّه حتى يصير مَلَكَة في نفسك، وقد رُوِيَ عن رسولُ اللَّهِ (ص) أنه قال: "إنّ النَّصرَ مَعَ الصَّبرِ، والفَرَجَ مع الكَربِ، وإنّ مَعَ العُسرِ يُسراً".   

بقلم الكاتب والباحث في الدراسات القرآنية السيد بلال وهبي

تابعونا على شبكات التواصل الاجتماعي:

twitter

facebook

whatsapp

captcha