فيما يلي نصّ كلمة الباحث الايراني في الدراسات القرآنية "الشيخ الدكتور محمد حاج أبوالقاسم دولابي":
"بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين
إذا قام المؤمنون إلى جانب واجباتهم الفردية بتأدية واجباتهم تجاه الأسرة، وفي الشؤون الروحانية يطلبون الخير لأسرتهم وأقرباءهم، فسيعود عليهم بالبركات.
يحصي الله سبحانه تعالى في الجزء 27 في سورة "الطور" المباركة نعم الجنة التي سيحصل عليها هؤلاء كـ التالي:
" وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُم مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ".
هذه نعمة عظيمة أن يجتمع الإنسان بأبناءه المؤمنين والمحببين في الجنة وأن يستمتع بالأنس والقرب منهم.
طبعاً من الواضح أن المقصود هو الأبناء الذين يسيرون على نهج الآباء، ويتبعونهم في الإيمان ويلتحقون بهم في العقيدة.
الآية لا تشتمل على الأبناء الكافرين والمشركين.
وإذا كان لدى أبناء الإنسان المؤمن، تقصير في العمل فيغفر الله تعالى لهم إكراماً لأبيهم الصالح، ويرفع مقامهم لمقام أبيهم.
وهذه موهبة للآباء والأبناء.
على أي حال بما أن الارتقاء بالأبناء إلى درجة الآباء من الممكن أن يثير سؤالاً، ما إذا كان يؤخذ من أعمال الآباء ويُمنح للأبناء؟
فقال الله تعالى ردّاً على ذلك: "وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ".
روي ابن عباس عن رسول الله (ص) قوله "إذا دخل الرجل الجنة سأل عن أبويه وزوجته وولده" فيقال له أنهم ليسوا مقامك.
فيقول "يا رَبِّ قَدْ عَمِلْتُ لِي ولَهم".
فيؤمر بأن تلتحق به أسرته، وهذا فضل الله أن يجتمع الإنسان المؤمن بأسرته في الجنة، وأن يعيش حياة أسريه في الجنة.
وبالتالي يمكن القول إن المؤمنين نظراً إلى حبّهم وشفقتهم لأسرتهم في الدنيا، ومن أجل جهودهم على سعادتهم ونجاتهم من الضلال يحظون برحمة من الله.
بسبب الأنس والألفة التي جمعتهم في الدنيا يحظون في الآخرة بفضل الله ويعيشون مع أسرتهم في الجنة متنعمين.
ومن شروط دخول الجنة هي شفقة الانسان على أسرته.
نقرأ في سورة الطور: وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ ﴿۲۵﴾ قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ ﴿۲۶﴾ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ ﴿۲۷﴾.
يسأل بعض أهل الجنة البعض الآخر كيف أصبحتم من أهل الجنة، فيقولون كنا نشفق على أسرتنا فمنّ الله تعالى علينا وأنقذنا من عذاب جهنم.
يجب أن نكون مشفقين للأسرة.
في أمان الله".
تابعونا على شبكات التواصل الاجتماعي: