فيما يلي نصّ كلمة الباحث الايراني في الدراسات القرآنية "الشيخ الدكتور محمد حاج أبوالقاسم دولابي":
"بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين.
"يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَىٰ أَن لَّا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا وَلَا يَسْرِقْنَ وَلَا يَزْنِينَ وَلَا يَقْتُلْنَ أَوْلَادَهُنَّ وَلَا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ".
في يوم فتح مكة، بايع رسول الله (ص) الرجال على جبل الصفا، فأرادت النساء أيضاً أن يبايعن رسول الله(ص)، فوافق النبي محمد(ص).
في الآية 12 من سورة الممتحنة أشير إلى هذا الموضوع.
في يوم عيد الغدير الأغر أيضاً، أخذ الرسول (ص) البيعة من النساء لأمير المؤمنين علي(ع) بصورة مستقلة.
والبيعة المستقلة للنساء تظهر أن النساء في ثقافتنا بغض النظر عن رضا أزواجهن يمكنهن البيعة لولي الله.
البيعة المستقلة للمرأة تبين أن المرأة في مبايعة ولي الله مستقلة حتى رغم رفض الزوج للبيعة يمكنها مبايعة ولي الله.
البيعة المستقلة للمرأة تظهر أن المرأة مستقلة في القضايا الاجتماعية والسياسية وليست تابعة إلى زوجها.
في القرآن أيضاً هناك نماذج عديدة من الأسر التي يختلف فيها الزوج والزوجة، الأسرة التي كلا الزوج والزوجة مؤمنين.
أمير المؤمنين(ع) والسيدة المرضية فاطمة الزهراء(س).
"يُطْعِمُونَ الطَّعٰامَ عَلىٰ حُبِّهِ".
الأسرة التي كلا الزوج والزوجة غير مؤمنين مثل أسرة أبي لهب.
"وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ".
المرأة مؤمنة والرجل غير مؤمن مثل زوجة فرعون التي قالت "نَجِّنِي مِنَ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ".
الزوجة غير مؤمنة والزوج مؤمن مثل زوجتي نوح ولوط.
قال الله تعالى: "فَخَانَتَاهُمَا".
المرأة المؤمنة التي كانت وحيدة ولم يكن لها زوج: "وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ"(مريم / 12).
طبعاً من الواضح أن الرجل مُكلّف بصيانة أسرته من نار جهنم، ولكن هذا الواجب لايقلل من مسؤولية المرأة في مجال الأسرة، وليس حجة لارتكابها أخطاء.
المرأة في تعاملها مع الربّ وفي التعامل مع أولياء الله مستقلة ومسؤولة عن مواقفها ومعتقداتها.
في أمان الله".