فيما يلي نصّ كلمة الباحث الايراني في الدراسات القرآنية "الشيخ الدكتور محمد حاج أبوالقاسم دولابي":
"بسم الله الرحمن الرحیم وبه نستعین.
إن الأولاد الصالحین من نعم الله الکبرى.
في الجزء الـثالث والعشرين یشیر الله تعالی إلی هذا الأمر "وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ".
کل إنسان یتمنی أن یکون له إبن صالح وسالم، ویسأل الله أن یعطیه إبن صالح وسالم لیشکر الله بذلك ویشکر أولاده الله.
الحق أن الأولاد الصالحین والسالمین من النعم الإلهیة علی العباد وبهذه النعمة یتم الله فضله علی العباد، ویخلق الهدوء في الأسرة.
ومع هذا هناك الکثیر من الناس لایقدرون هذه النعمة الفضیلة واللطف الإلهی العظیم.
وکما أنهم في حیاتهم الشخصیة یکفرون أحیاناً بالنعم الإلهیة وهکذا یتعاملون أیضاً مع نعمة الأولاد.
أحیاناً یکفرون بالنعمة ویظنون أن هناك سوی الله له الدور في خلق الأبناء.
ولکن الأمر لیس کذلك وهو الله وحده الذي منّ علیهم بهذه النعمة.
في سورة الأعراف المباركة حول الوالدین، قال الله تعالی "هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا ۖ فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ ۖ فَلَمَّا أَثْقَلَتْ دَعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحًا لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ - فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحًا جَعَلَا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آتَاهُمَا ۚ ".
ویقول تعالی إنهم عندما ینعمون بالأولاد ویصبح الولد في رحم أمه یدعون الله أن یمنّ علیهم بولد صالح ولکن عندما یولد یشرکون بالله ویقولون لو لم یکن هذا الطبیب لحصل هذا لإبننا، لو لم یکن المشفی لم یلد إبننا سالماً.
هذه أمور بید الله، وفي سیرة الأنبیاء أیضاً هناك رغبة بالأبناء، وأیضاً أولوالعزم من الأنبیاء منهم سیدنا إبراهیم (ع) الذي کان یرغب في الأبناء.
وبما أنه لم یُرزق بولد حتی کبر عمره، کان یعاني من هاجس فقد الأولاد حتی الشیخوخة.
نقرأ في سورة الصافات أنه رفع یده إلی السماء قائلاً "رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ".
في هذا الإطار عندما بشرته الملائکة بمجیئ ولد، فرح کثیراً.
وأیضاً سیدنا زکریا (ع) بُشر بولد إسمه یحیی وفرح لذلك وکرّم نعمة الله بصوم الصمت، وشکر النعمة هذه.
روي عن أمیر المؤمنین (ع) قال "إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى إِذَا أَرَادَ بِعَبْدٍ خَيْراً لَمْ يُمِتْهُ حَتَّى يُرِيَهُ الْخَلَفَ".
من منظور القرآن الکریم الولد الصالح رأسمال ولیس عبئاً.
یعتبر القرآن الکریم في سورة البقرة الولد خزینة.
قال الله تعالی "وَقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلَاقُوهُ ۗ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ" .
أبنائکم خزائن یقومون بتخزینها مسبقاً، فکّروا بمستقبلکم.
نقرأ في روایة أخری "إذا مات إبن آدم إنقطع عمله إلا عن ثلاث" الأول "ولد صالح یدعو له" ولکن للأسف الثقافة الغربیة تعتبر الولد عبئاً، وتعید الناس عن قرار الإنجاب.
إذا کان أحد یستطیع إنجاب أبناء صالحین جنوداً للإمام المنتظر (عج) علیه أن لا یمتنع عن ذلك.
في أمان الله".