ایکنا

IQNA

الحياة مرة أخرى / 21

العلاقة بین المرأة والرجل یجب أن تکون علی أساس المودة والرحمة + فيديو

16:36 - April 12, 2023
رمز الخبر: 3490709
قال الباحث الايراني في الدراسات القرآنية "الشيخ د. محمد حاج أبوالقاسم دولابي" في الحلقة الحادية والعشرين من سلسلة الحلقات الرمضانية بعنوان "الحياة مرة أخرى" إن العلاقة بین المرأة والرجل یجب أن تکون علی أساس المودة والرحمة، مؤكداً أنه من منظور القرآن الكريم أن الأسرة هي مرکز الطمأنینة، وطمأنینة الزوج والزوجة في کیان الأسرة من الآیات الإلهیة.

فایل أبوالقاسمی 21فيما يلي نصّ كلمة الباحث الايراني في الدراسات القرآنية "الشيخ الدكتور محمد حاج أبوالقاسم دولابي":

"بسم الله الرحمن الرحیم وبه نستعین.

یوم 21 من شهر رمضان یوافق ذکری إستشهاد مولی المتقین الإمام علي (ع) أعزیکم بهذه الذکری.

من النقاط المهمة في الجزء 21 من القرآن الكريم  هي موضوع الأسرة. 

من منظور القرآن الكريم أن الأسرة هي مرکز الطمأنینة.

"وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا"(الروم / 21).

بحسب آیات القرآن الکریم طمأنینة الزوج والزوجة في کیان الأسرة من الآیات الإلهیة.

وإنه جدیر بالتفکر أنه في نقص المرأة والرجل سرّ طمأنینة الأسرة.

کل من المرأة والرجل بحاجة إلی الطرف الآخر وبدونه یشعران بالنقص.

وبسبب هذا النقص والحاجة یمیل کل منهما إلی الآخر.

وعندما یصلان إلی بعضهما البعض یشعران بالطمأنینة.

کل ناقص یبحث عن الکمال، وکل محتاج یبحث عن زوال الحاجة والفقر.

ومن هذا المنطلق الذین ترکوا هذه السنة الإلهیة، ولا یتزوجون، على الأغلب یکون لهم وجود منقوص.

وأبعاد الإطمئنان في الزواج متعددة، وهذا الإطمئنان والسکون الموجود في الزواج یمکن تقدیره من الناحیتین الجسدیة والنفسیة، وأیضاً من الناحیتین الفردیة والإجتماعیة.

والأمراض التي تحصل للإنسان بسبب ترکه الزواج لا تُنکر، أمراض من قبیل فقدان التوازن النفسي والزعزعة النفسیة یشعر بها العزاب، وواضحة تقریباً للجمیع.

من الناحیة الإجتماعیة أیضاً العزاب یشعرون بالمسؤولیة متأخراً.

ولهذا السبب تنتشر ظاهرة الإنتحار بین العزاب، والجرائم المروعة تصدر منهم أکثر من غیرهم.

عندما یسیر الإنسان من مرحلة التجرد إلی مرحلة الحیاة الأسریة یبني لنفسه شخصیة جدیدة، ویصبح أکثر شعوراً بالمسؤولیة، وهذا یعني الشعور بالطمأنینة علی ضوء الزواج.

جاء في القرآن " وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً"(الروم / 21).

الزواج یخلق الطمأنینة، ویخلق المودة والرحمة، وهو السبب في بقاء الطمأنینة في الحیاة المشترکة.

العلاقة بین المرأة والرجل یجب أن تکون علی أساس المودة والرحمة.

وإذا أزالت أسرة ما أجواء المودة والرحمة بینها، وبسبب الإختلافات بین الوالدين نزع هذان  العنصران الرئیسیان من الأسرة.

إذا لا یمکن توقع الإطمئنان والهدوء من تلك الأسرة.

من الواضح أن أفراد الأسرة في بیئة غیر صحیة ملئها إضطرابات وإختلافات وصراعات وإنتهاکات، ودون حب و ودّ، لا یمکنهم التمتع بمواهبها وقدراتها، وتلبیة حاجاتهم المادیة والمعنویة والصحة الجسدیة والنفسیة.

طبعاً هناك فرق بین الحب والمودة، والحبّ یمکن أن یکون في قلبي الزوجین دون الإفصاح به، ولکن المودة هي نوع من الحبّ یفصح عنها اللسان وتظهر في قلبه وجوارحه ولایمکن إخفائها.

وبالتالي فإن الحیاة التي تحکمها المودة، نشاهد فیها أفضل وأنقی العلاقة بین الزوجین.

قال رسول الله (ص) "قَوْلُ اَلرَّجُلِ لِلْمَرْأَةِ إِنِّي أُحِبُّكِ لاَ يَذْهَبُ مِنْ قَلْبِهَا أَبَداً".

النقطة الأخری هي على الرغم من أن قیادة الأسرة علی عاتق الرجل، ولکن العاطفة والمشاعر القویة لدی المرأة تفرض علیها دوراً رئیسیاً بارزاً في توفیر الطمأنینة والصحة النفسیة للأسرة، کما أن الرجال من الناحیة الجسدیة أقوی من المرأة ویقومون بالأعمال المتعبة في خارج البیت.

فالمرأة أیضاً أقوی من الرجل من الناحیة النفسیة، ولهذا السبب فرضت مسئولیات أکبر علی عاتقهن في البیت، وعلی عاتقهن الإدارة الداخلیة للبیت.

من أسباب الطمأنینة في الحیاة هي التعبیر عن المحبة والسلوك الطیب والحسن، والإلتزام بالحقوق المتبادلة وتأمین الحاجة الجنسیة والتعاون والإحترام المتبادل، والرفق والمداراء والتغافل وغضّ البصر والقناعة والیسر، والرضا برضا الله.

والإلتزام بکل هذا من قبل المرأة والرجل سبب رئیسي في بناء الهدوء والطمأنینة في الحیاة.


أتمنی لکم حیاة ملیئة بالهدوء إن شاء الله.

في أمان الله".

أخبار ذات صلة
captcha