ایکنا

IQNA

الحياة مرة أخرى / 18

القرآن يوصي المؤمنين باحترام الخصوصية + فيديو

17:10 - April 09, 2023
رمز الخبر: 3490647
طهران ـ إکنا: أشار الباحث الايراني في الدراسات القرآنية "الشيخ د. محمد حاج أبوالقاسم دولابي" في الحلقة الثامنة عشرة من سلسلة الحلقات الرمضانية بعنوان "الحياة مرة أخرى" إن إنشاء الأسرة ودعمها والرُقي بها بحاجة إلى ممهدات، مؤكداً أن القرآن الكريم قد أوصى المؤمنين باحترام الخصوصية.

القرآن يوصي المؤمنين باحترام الخصوصية + فيديوفيما يلي نص كلمة الباحث الايراني في الدراسات القرآنية "الشيخ الدكتور محمد حاج أبوالقاسم دولابي":

بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين

"إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۚ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ"(النور / 19).

إن إنشاء الأسرة ودعمها والرُقي بها بحاجة إلى ممهدات، وإن وُجدت تعلو الأسرة وتسير نحو العلو.

وتعرض سورة "النور" المباركة حزمة شاملة من التعاليم الإلهية في مجال دعم الأسرة.

ولمنع العلاقة الغير شرعية التي تؤدي إلى انهيار الأسرة، تحكم بأن هكذا علاقة إذا ثبتت بشهادة أربعة أشخاص، يجب تنفيذ العقاب الشرعي بهما علانية.

"الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ".

وحفظاً للأعراض، قال الله سبحانه تعالى من يشهد كذباً سيعاقب علانية وأن شهادته لن تُقبل أبداً إلا إذا تاب وأصلح أمره.

" وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ".

التزاماً بالعفة الاجتماعية يأمر بأن الذي يتهم مؤمناً في عرضه عليكم برفضه ما لم يُثبت ذلك.

ولا يحق لكم الصمت إزاء ذلك وأن لا تقبلوه.

" لَّوْلَا جَاءُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ ۚ فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاءِ فَأُولَٰئِكَ عِندَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ".

من كل هذه التعاليم نتوصل إلى ضرورة المحافظة على العفة ومنع نشر الأعمال المنافية لها في المجتمع.

أيضاً القرآن الكريم قد أوصى المؤمنين باحترام الخصوصية.

لا شك أن بيوت الناس هي خصوصية لهم، وعلى الجميع احترام هذا الأمر في علاقاتهم مع بعضهم البعض.

نقرأ في سورة النور وفي الجزء الثامن عشر "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّىٰ تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَىٰ أَهْلِهَا ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ".

غضّ البصر لدى الرجال والنساء وأيضاً حدود الحجاب وقول ما حُرم من المواضيع التي تأمر بها السورة المباركة.

"قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ".

تزويج الأبناء والبنات والعمل على تلبية بعض احتياجاتهم من خلال الطريق الصحيح.

ومن الأمور الصحيحة الأخرى التي أمرت بها السورة المباركة:

وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ(النور / 32).

من الأمور الأخرى التي أشير إليها في الجزء الثامن عشر هي خصوصية الوالدين في المنزل.

بالإضافة إلى أن القضية يجب اهتمام الوالدين بها والتحكم بسلوكهما أمام الأبناء، كما عليهما تعليم أبناءهما الاستئذان قبل الدخول إلى حيث يوجد الوالدان وحدهما.

"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ".

الالتزام بهذه الأمور تجعل بيت الإنسان بيتاً إلهياً.

أشير إليه في آيات السورة "فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ"(النور / 36)>

النقطة المهمة في هذا الشأن والتي يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار هي أن القضايا التي تم طرحها يجب الاالتزام بها في الفضاء الافتراضي أيضاً.

"عفة الكلام"، و"عفة السلوك"، و"العفة في الحوارات الشخصية والجماعية"، و"الامتناع عن إرسال وبث صور وأقوال كاذبة، الإشاعات أو البهتان"، و"احترام الخصوصية" هذا من الأمور التي يجب الالتزام بها في الفضاء الافتراضي، وفي العمل الإعلامي أيضاً.

عدم الالتزام بهذه التعاليم في الثقافة الغربية قد سبب انتشار الفوضى الثقافية واللاعفاف وضعف أساس الأسرة وتزايد الأمراض الجنسية والاعتداءات الجنسية.

بسبب عدم الالتزام الاخلاقي وهروب الرجال والنساء أصحاب الأبناء الغير شرعيين من المسؤولية، عزم أحدهما(الأب أو الأم) ترك الأسرة بعد الولادة.

وغالباً الأطفال الذين يُنجبون بطريقة غير شرعية يعيشون مع أمهات وحيدات.

بحسب تقرير مركز "بيو" للأبحاث العام 2017 للميلاد 65 في المئة من الأطفال غير الشرعيين يعيشون مع أم أو أب.

وأيضاً وفق تقارير لمراكز التحكم والوقاية من الأمراض نسبة الأمراض الجنسية بعد الثورة الجنسية في الغرب كانت في تزايد.

وأيضاً وفق تقرير مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة نسبة الاعتداء الجنسي في الولايات المتحدة الأمريكية والإسكندنافية وغرب أوروبا تفوق سائر نقاط العالم.

علينا المحافظة بأن الغربيين لاينزلون هذا البلاء على ثقافتنا الزاخرة.

في أمان الله".

أخبار ذات صلة
captcha