فيما يلي نصّ کلمة الشيخ حسين غبريس:

"بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين الحمد لله وصلّى الله على رسول الله وآله الاطهار الميامين وأصحابه الأخيار المنتجبين ومن تبعهم باحسان إلى يوم الدين أيها الموالون والمحبون السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، في هذا المقطع أريد أن أسلّط الضوء على النقطة غاية في الأهمية هي أن ثورة الامام الحسين ونهضة الامام الحسين(ع) ليست منفصلة على الاطلاق عن دعوة ونهضة النبي(ص) بمعنى أن النبي(ص) دعا الى دين الاسلام بأمر من الله وأقام دولة الاسلام في المدينة المنورة بعد عناء وتعب مع أهل مكه وأبناء مكة تلك المدينه التي ولد فيها وترعرع فيها وعاش فيها وكذّبه أهلها على كل حال الا القليل منهم، هاجر إلى المدينة وأقام الدولة الاسلامية وبدأ بالدعوة الى الله.

 بقي 10 سنوات في المدينة المنورة بعد ان اقام هذه الدوله كان يدعو فيها الى الله تبارك وتعالى يعني كانت مهمته ووظيفته التي إبتداها في مكة عبر 13 سنة من الدعوة الى الله ونزول الآيات المكية واختتمها بالايات المدنية على مدى عشر من السنين كانت تلك دعوة النبي(ص) التي بفضل الله تبارك وتعالى وببركة الله سبحانه وتعالى وصل هذا الاسلام أن يكون اليوم ممتداً في أصقاع الارض على مختلف الجغرافيا والارض والكرة البشرية.

إقرأ أيضاً:

 بالتالي هذه الدعوة الالهية على يد النبي(ص) أصبحت مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بما جرى في العاشر من محرم وكأني أريد أن أقول بان ثورة الامام الحسين(ع) جاءت بمثابة إعاده الروح للدعوة الاسلامية التي إبتداها النبي(ص) لماذا لأن النبي(ص) بعد أن ارتحل عن الدنيا وحصل ما حصل وأدّى بعض الخلافات بين المسلمين الى ضعف امكاناتهم كان لابدّ من أن تحدث هزة قوية تطال الأمة الاسلامية بعمقها كي تعود الى رشدها جاءت ثورة الامام الحسين(ع) ونهضته وحربه وقيامه وخروجه على الظلم والطغيان بمثابة إنذار أن أيها المسلمون عودوا الى دينكم، وعودوا الى دعوة نبيكم، وعودوا الى رشدكم، وعودوا الى العهود التي عاهدتم عليها رسول الله(ص).

من هنا يمكن القول إن ثورة الامام الحسين(ع) واحياء المناسبة والذكرى في كل مكان من هذا العالم خلقت واقعاً جديداً أدت ما أدت اليه أن كثيرين من الناس والمسلمين كانت عودتهم إلى الدين واصالة الاسلام انما جاء من خلال ثورة الامام الحسين(ع) من خلال حزنهم على الحسين(ع) يعني بعبارة واضحة أقول إن الامام الحسين(ع) الذي ضحّى بدمه مع أولاده واخوانه واصحابه في العاشر من محرم الحرام لم يكن بقصد الحصول على دنيا أو أرض أو عقار أو ما شاكل ذلك انما كان ليبقى الدين متالقاً وليبقى الاسلام سائداً في هذا العالم.

 هنا يمكن القول بأن نهضة الامام الحسين(ع) كانت الإمتداد الطبيعي لدعوة النبي(ص) وعلى هذا الأساس مسؤولية كل الأحرار والشرفاء في العالم أن يكون الهدف عندنا هو الدعوة إلى الله وإعادة الأسس التي من اجلها كان قيام الحسين(ع) ولننشرهذا الاسلام المحمدي الأصيل في كل مكان من أصقاع الارض والحمد لله رب العالمين والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته.
المزيد من التفاصيل بالفيديو المرفق...