ایکنا

IQNA

أهل القرآن هم أهل الله وخاصته

20:37 - October 12, 2023
رمز الخبر: 3493012
بیروت ـ إکنا: من كان من أهل القرآن كان من أهل الله وخاصته، ومن كان من أهل الله، كان الله كفيله وضامنه ومعينه وهاديه والمدافع عنه والناصر له، فطوبى له ما وفقه الله له، وطوبى له قربه من الله، وطوبى له أُنسَه بالله.

ورُوِيَ عن الإمام علِيَّ (ع) أنه قال: "أَهْلُ القُرْآنِ أَهْلُ اللهِ وَخَاصَّتِهِ"
 
أهل الله؟! وهل لله أهْلٌ؟!!

نعم أهل الله، هم أولئك الذين فازوا بمقام القرب منه، يأنسون به، يكلمونه ويكلمهم، يناجونه ويناجيهم، يذكرونه ويذكرهم، ويدعونه فيستجيب لهم، إنهم أولياؤه وهو وليهم في الحياة الدنيا والآخرة، ينصرهم ويدفع عنهم، يهديهم إلى سبيله، ويعرفهم حججه، ويخرجهم من الظلمات إلى النور. 
 
هؤلاء أقرب خلقه إليه، وأعزهم لديه، وأشرفهم مقاماً عنده، فهم خاصته دون الخلق، اختصهم بنفسه، وأدناهم من ساحته، وأزال الحُجُبَ بينهم وبينه، وأفاض عليهم من فضله، وزادهم من هدايته وتوفيقه، وشملهم برعايته. يكلمونه بالدعاء، ويبثون إليه ما يجيش في صدورهم بالمناجاة، أما هو تعالى فيكلمهم بواسطة كتابه الكريم الذي أنزله على قلب وليه الأعظم محمد بن عبد الله (ص)، الذي يقول فيما ورد عنه: "إذا أحَبَّ أحدُكُم أن يُحَدِّثَ رَبَّهُ فَلْيَقرَأْ القرآنَ"*.
صحيح أن الوحي عندما نزل على النبي الأكرم (ص) نزل بواسطة جبرائيل (ع)، إلا أنه لم يزل ولا يزال بين أيدينا يتنزل علينا كلما قرأناه ورتلناه، وكلما استنطقناه وسألناه، فأنت عندما تقرأ القرآن تكون متلقياً وحيه تعالى، مشمولا بفضله الذي لا يعدوه فضل، وهدايته التي لا هداية سواها. وأنت عندما تقرأ القرآن تكون ذاكرا الله، قريبا منه، يكلمك وأنت تستمع، فأنت في هذه اللحظات جليس الله ومن أهل خاصته، اختصك بهذا المجلس المفعم بالروحانية والقداسة، وفضَّلك على غيرك من اللّاهين عنه، البعيدين عن ساحته المقدسة.
 
فمن كان من أهل القرآن كان من أهل الله وخاصته، ومن كان من أهل الله، كان الله كفيله وضامنه ومعينه وهاديه والمدافع عنه والناصر له، فطوبى له ما وفقه الله له، وطوبى له قربه من الله، وطوبى له أُنسَه بالله.
 
وما أروع ما قاله النبي الأكرم محمد (ص) في هذا الشأن، "القرآنُ مَأدُبَةُ اللَّهِ، فَتَعَلَّموا مَأدُبَتَهُ ما استَطَعتُم" وقال: "حَمَلةُ القرآنِ هُمُ المَحفوفُونَ برَحمَةِ اللَّهِ، المَلبوسونَ بنُورِ اللَّهِ عَزَّ وجلَّ"
 
بقلم الكاتب والباحث اللبناني في الدراسات القرآنية السيد بلال وهبي
 
تابعونا على شبكات التواصل الاجتماعي:
captcha