ایکنا

IQNA

جواهر عَلَويَّة...

أنفع الكنوز محبة في القلوب

21:21 - October 10, 2023
رمز الخبر: 3492990
بيروت ـ إکنا: إن أنفع الكنوز محبة في القلوب، فلنبحث عن كنوزنا في قلوب من نحب، ولنحفظ تلك الكنوز من الضياع والذَّهاب.

رُوِيَ عن الإمام علِيَّ (ع) أنه قال: "أَنْفَعُ الكُنُوزِ مَحَبَّةُ القُلُوبِ".
 
لطالما بحث الناس عن كنوز مدفونة في الأرض تحمل إليهم الثراء والغنى، وتحولهم في لحظة حظٍّ من فقراء إلى أغنياء، وكان الناس ولا يزالون يتناقلون فيما بينهم قصصاً عن مناطق يحتمل وجود كنوز فيها، ويتحدثون فيما بينهم عمَّنْ وُفِّقَ لاكتشاف كنز هنا أو هناك ، وكانت الأساطير في هذا الشأن تصول وتجول وتنمو في المجالس والقرى ولا زالت.

وكان البعض من الناس تأثراً بما يلقى على مسامعه ينشط في البحث عن الكنوز وربما ينفق الكثير من الوقت والخطير من المال في سبيل الفوز بها، حتى أن أماكن أثرية دُمِّرَت عن بكرة أبيها نتيجة لذلك الطلب.
 
لكن المال مهما كثر وبلغ ما بلغ فإنه عُرضة للنقص وما ينقص يذهب ويزول، خصوصاً إذا ما حصل عليه المَرء من غير جهد وتعب، فقد يُسرف في الإنفاق منه، وقد يُبَذِّره ذات اليمين وذات الشمال، فهذا ما يحصل غالباً، فتذهب الكنوز على كثرتها أدراج الرياح. 
 
"أَنْفَعُ الكُنُوزِ مَحَبَّةُ القُلُوبِ" فإنها الكنوز التي لا تفنى ولا تنضُب ولا تنقص، بل تزيد وتزيد، وتدوم وتدوم. 
والقلوب التي تحب لا تترك محبوبها ولا تتخلَّى عنه، ولا تُسلِمه للمُلِمّات، ولا تُدبِر عنه في الأزمات، بل تحميه، وتذود عنه، وتفديه بمالها، بل بأرواحها.

والقلوب التي تحب لا تنظر إلى ما يملكه المحب من مال وسلطان، ولا تنظر إلى ما تستفيده من المحبوب، ولا تنتظر منه العطاء، بل تبادر إلى إعطائه، ويقدم له ما غَلا ونَفُسَ من مال ومتاع، فهي تحبه لذاته وصفاته وسجاياه الطيبة.
 
هذا النوع من الحب لا يدوم وحسب، بل له بركات وآثاراً عظيمة لا تضاهيها كنوز العالم كله، فمن أحبك لكنز في يديك، أو لمال في خزائنك سيتركك إذا ما ضاعت كنوزك وفرغت خزائنك، أما من يُحبك لذاتك فسيبقى حبه ويستمر إلى ما بعد الدنيا، إلى الآخرة، سواء أكان معك كنز أو لم يكن. 
 
إن أنفع الكنوز محبة في القلوب، فلنبحث عن كنوزنا في قلوب من نحب، ولنحفظ تلك الكنوز من الضياع والذَّهاب.
 
بقلم الكاتب والباحث اللبناني في الدراسات القرآنية السيد بلال وهبي
 
تابعونا على شبكات التواصل الاجتماعي:
captcha