ایکنا

IQNA

جواهر عَلَويَّةٌ...

الحُمقُ من الصفات القبيحة التي يجب الحذر منها

18:35 - February 24, 2023
رمز الخبر: 3490098
بيروت ـ إکنا: الحُمقُ من الصفات القبيحة التي يجب الحذر منها، ويمكن للمرء أن يتلافاها بالتَّعلُّم، والاطلاع على تجارب الآخرين، والاتعاظ من الأخطاء، وتطوير مهاراته الفكرية والعقلية، ومهارة التأني، والصبر، والتثبت، وكبح جماح العَجَلة.

ورُوِيَ عن الإمام علِيَّ (ع) أنه قال: "أَحْمَقُ النّاسِ مَنْ أَنْكَرَ عَلى غَيْرِه رَذيلَةً هُوَ مُقيمٌ علَيْها".

والحُمْقُ فَسَادٌ في الْعَقْل يجعل الإنسان يضعُ الشَّيْء فِي غَير مَوْضِعِه، أو فِعل ما يَضُرَّه، مع علمه بقُبحه، ولا يُحِسُن تسيير نفسه، ولا غيره، يفعل ذلك من قِلَّة التروِّي والتبصُّر في العاقبة، وهو نقيض العقل وضِدُّه، والعقل إنما سُمّيَ عقلاً لأنه يمنع صاحبه عن صفات السَّفَه والجَهل، ويحَبِسُه عن ذميم القول والفعل، والحُمقُ من الصفات القبيحة التي يجب الحذر منها، ويمكن للمرء أن يتلافاها بالتَّعلُّم، والاطلاع على تجارب الآخرين، والاتعاظ من الأخطاء، وتطوير مهاراته الفكرية والعقلية، ومهارة التأني، والصبر، والتثبت، وكبح جماح العَجَلة.

وقد كشف الإمام أمير المؤمنين (ع) عن مساوئ الحمق ومخاطره على الشخص فقال: "الحُمقُ داءٌ لا يُداوى، ومَرَضٌ لا يَبْرأُ" ومراده (ع) من ذلك صعوبة مداواة الحمق لا عدم إمكانه، إذ يمكن للأحمق أن يتعلَّم ويتطور بلا شك، وقال (ع): "الحُمقُ شَقاءٌ" وذلك بالنظر إلى ما يجلبه لصاحبه من فَشَل، وخُسران، وتضييع، ومَهانة، وقال (ع): "الأحمَقُ غريبٌ في بَلْدَتِهِ، مُهانٌ بَينَ أعِزّتِهِ" وإنما هو غريب إذ لا أحد يرتاح له، أو يصاحبه، أو يعتمد عليه، أو يوظِّفه، وقال (ع): "فَقْرُ الحُمقِ لا يُغْنيهِ المالُ" وأعرف شخصين أحدهما عاقل حصيف ولكنه فقير، والآخر في تصرفاته الكثير من الحماقة، ولكنه مرزوق ومقتدر مالياً، فكان الأول الحصيف يشكو حاله المزرية ويقول: ما لفلان لا في تصرفاته الكثير من الحماقة ولكنه مرزوق، وأنا فقير الحال، فقلت له يوماً: بل أنت غَنيٌّ، قال: وكيف؟! قلت: الغنى غير الثراء، أنت غني بعقلك وذكائك، هذا ما أعطاكه الله، وهو ثري الجَيْبِ أحمق التصرف، والله يعطي هذا ما يمنعه عن ذاك، إن شِئتَ خُذْ من فلان ماله وحُمقَه، وأعطه عقلك، فقال: لا. قلت: إذا أنت غَني. والأحمق: ناقص العقل، كثير الجهل، عديم الرأي، لا يُحسِنُ تَدبير نفسه، ولا إدارة شؤونه، يريد الشيء فيفعل ما يأتيه بعكسه، يريد أن يصادق فيعادي، ويريد أن يربح فيخسر، وغالباً ما يتذاكى فيتوَهَّم أنه أذكى الناس وأعرفهم، إِنْ نصحتَه لا يقبل النَّصيحة، وإن حَذَّرته لا ينفعه التحذير، وإن وعظته لا يتعظ، يرى الفشل من غيره فيقع فيه، لا تراه إلا جالباً لنفسه المتاعب والشرور، والتوبيخ والتأنيب والمَلامة، ورغم ذلك لا يُبالي بما يُقال له وفيه.

وللأحمق علامات يُعرَف بها، وهي كثيرة أهمها: الجَهل، العَجَلة، الخِفَّة، الغَفلة، الغُرور، العُجْبُ، ترك التثَبُّت، السُّرعة في الجواب دون تفكير مُسبق، التَّهَوُّر، مُتَلّوِّنٌ ليس له صورة ثابتة، ولا مواقف أصيلة، يتكلم بما لا يعنيه، ويجيب عما لا يُسأل عنه، فُضولي يحشر أنفه بين الناس، يُضَيِّعُ الفُرَص، لا يَزِين الأمور بموازين العقل، لا يجيد التمييز بين الصَّحِّ والخطأ، سريع التأثر بما يُقال له، وما يُعرَضُ عليه، عديم البصيرة، لا يفقه الأمور ولا يمكنه أن يتعمَّق فيها، حين تأتيه نِعمة يبطر، ويبذرها على ما لا فائدة فيه له، وعندما تضيق أحواله أو يقع في محنة، فأسهل ما يكون عليه أن يكون ذليلاً سائلاً، يسأل هذا وذاك، إذ لا يَحُسُّ بالهوان والذُّلِّ، يتكل على الأَماني ولا يعمل لتحقيقها، يضع لنفسه أهدافا كبرى ولا يُحْسِنُ أن يعمل لها، يصاحب الحَمقى والمَجهولين في الناس، ويبتعد عن العقلاء وأهل العلم والفضل، بل يستخِفُّ بالعِلم والعُلماء.

وقد حذَّر منه الإمام أمير المؤمنين (ع) فقال: "احْذَرِ الأحمَقَ، فإنَّ الأحمَقَ يَرى نَفْسَهُ مُحْسِناً وإنْ كانَ مُسيئاً، ويَرى عَجْزَهُ كَيْساً وشَرَّهُ خَيراً". هذا الأحمق وتلك صفاته وعلاماته، أما أحمق الناس فهو ما ذكره الإمام (ع) بقوله: "أَحْمَقُ النّاسِ مَنْ أَنْكَرَ عَلى غَيْرِه رَذيلَةً هُوَ مُقيمٌ علَيْها".

بقلم الكاتب والباحث اللبناني في الدراسات القرآنية السيد بلال وهبي

أخبار ذات صلة
captcha