ایکنا

IQNA

جواهر عَلَويَّةٌ...

أفضل الفضائل من منظور الامام علي(ع)

10:54 - February 26, 2023
رمز الخبر: 3490124
بيروت ـ إکنا: الفضائل درجات، تتفاوت فيما بينها بحسب الفضيلة نفسها، وبحسب اتصاف المَرءِ بها، فمنها ما يكون فضلاً، ومنها ما يكون أفضل الفضل، ومن الناس مَنْ يكون فاضِلاً، ومنهم من يكون أفضل منه.

أفضل الفضائل من منظور الامام علي(ع)ورُوِيَ عن الإمام علِيَّ (ع) أنه قال: "أَفْضَلُ الْفَضائِلِ صِلَةُ الْهاجِرِ، وَإِيناسُ النَّافِرِ، وَالْأَخْذُ بِيَدِ الْعاثِرِ".

الفَضائِلُ: جَمْعُ فَضِيلَةٍ، وهي: الصِّفَةُ والمِيزَةُ العالِيَةُ، كالشَّجاعَةِ والعَدلِ، وتأْتي أيضاً بِمعنى المَكانَةِ والدَّرَجَةِ الرَّفِيعَةِ.

وأَصلُ الفَضْلِ: الزِّيادَةُ في الشَّيءِ، سَواءً كان مَحمودًا أو مَذمومًا، واسْتِعْمالُهُ في المَحمودِ أَكْثَرُ. والفَضِيلَةُ أيضًا: الخَيرُ والزِّيادَةُ، وضِدُّها: النَّقِيصَة. وفضائِلُ النفسِ مَزاياها، وصِفاتها الحَميدة.

والفضائل درجات، تتفاوت فيما بينها بحسب الفضيلة نفسها، وبحسب اتصاف المَرءِ بها، فمنها ما يكون فضلاً، ومنها ما يكون أفضل الفضل، ومن الناس مَنْ يكون فاضِلاً، ومنهم من يكون أفضل منه.

والإمام أمير المؤمنين (ع) يذكر في جوهرته ثلاثة من أفضل الفضائل وأعلاها وأسناها، وأرفعها وأَجَلِّها:

الفَضيلة الأولى: صِلَةُ الهاجِرِ: والصِّلَة لغة: الرَّبط بين شيئين لعلاقة بينهما، كَصِلة الأقرباء لكونهم مُتَوَلِّدين مِن رَحِمٍ واحد، أو صِلَة الإخوان لكونهم مجتمعين على التمسُّكِ جميعاً بحبل الله، وتوحيدهم له، أو لكونهم ينتمون جميعاً إلى نفس الدين والمُعتقد، وقد أمر الله تعالى بِصِلَتهم جميعاً، ومَدَحَ الواصل لهم، وجعله مصداقاً كاملاً لأولي الألباب، وهم أصحاب العقول النظيفة، والقلوب الواعية المرهفة، التي تنبض بالمشاعر الإنسانية الطَّيِّبة، قال تعالى: "وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ" ﴿21/ الرعد﴾.

فأولوا الألباب لا يعتزلون الناس، ولا يعيشون اللامبالاة تجاههم، بل يلتصقون بهم، يتحسَّسُون آلامهم، ويتعاطفون معهم، ويقضون حوائجهم، ويمدون إليهم يد المعونة والمساعدة.

ومن يجب وصلهم صِنفان: صِنْفٌ: يَصِل ويتواصل، وهذا تجب مبادلته بالوَصل والصِّلة، انطلاقاً من القاعدة الأخلاقية الكبرى التي يقررها العقل، وذكرها الله تعالى بقوله: "هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ" ﴿60/ الرحمن﴾. فإذا وصلته فلا فضل لك عليه، بل الفضل للبادئ منكما.

وصِنْفٌ: يقطع ويَهجُر، وهذا تجب صلته أيضاً رغم قطعه وهجرانه، وقد أكدت الروايات الشريفة على هذا كثيراً، فقد رُوِيَ عن النبي (ص) أنه قال: "لا تَقطَعْ رَحِمَكَ وإن قَطَعَتكَ" فإن فعلتَ ذلك كان الفضل لك عليه، فإن بادَلك الصِّلة فقد أدّى حقك، وأسقط عنه واجب الإحسان إلى من أحسن إليه، وإن لم يبادلك الصِّلَة كانت الحجة لك عليه.

الفضيلة الثانية: إيناسُ النافِر: وهذا نوع من الصِّلَة، وفائدتها هنا استرجاع الشخص الذي نَفرَ منك نتيجة موقف سلبي، أو خلاف في أمر من الأمور، أو لِسوء ظَنٍ منه، أو استعجال في الحكم، أو سوى ذلك.

فسيكون عملاً ممتازاً أن تُؤَلِّف قلبَه وتعيده إلى ما يجب أن يكون عليه من مَوَدَّة لك، وإلفة معك، وبهذا يكون لك فضل استعادته إلى جادة الصواب، ووضعه على صراط الإيمان، وما أكثر النافرين اليوم، نتيجة شبهات تراكمت في عقولهم، أو تصرفات خاطئة يرونها في المتدينين، وهم أشد ما يكونوا حاجة لأشخاص يؤَنِّسونهم، ويُؤَلِّفون قلوبهم.

الفضيلة الثالثة: الأخذ بيد العاثِرِ: وهو ذلك الشخص الذي يختَلُّ توازنه في الحياة فيقع في المشاكل وتضغط عليه الصعوبات والأزمات، سواء كانت أزمات نفسية أو أزمات مادية، فإِنَّ إعانته على تجاوز عثراته وتخطي مصاعبه، من أجَلِّ الأعمال وأفضلها، وإن المؤمنَ للمؤمنِ كالبنيان المَرصوص يشدُّ بعضُه بعضاً، ويعينُ بعضُه بعضاً، ولا ينبغي في مجتمع المؤمنين أن يكون عاثر ثم لا يأخذ إخوانه بيده.

بقلم الكاتب والباحث اللبناني في الدراسات القرآنية "السيد بلال وهبي"

أخبار ذات صلة
captcha