ایکنا

IQNA

جواهر عَلَويَّةٌ...

الله هو الرزاق ذو القُوَّة المتين

7:58 - August 08, 2023
رمز الخبر: 3492232
بيروت ـ إکنا: وجب على العبد أن يتوكل على الله ويعتمد عليه في جميع شؤونه، موقناً أن الله هو الرزاق ذو القُوَّة المتين. 

ورُوِيَ عن الإمام علِيَّ (ع) أنه قال: "حَسْبُكَ مِنَ التَّوَكُّلِ أَنْ لا تَرى لِرِزْقِكَ مُجْرِيا إِلاَّ اللّهَ تَعالى".

كما أن الإنسان لا يوجِد نفسه، أي لا يخلقها، وإنما يوجِده موجِدٌ آخر وهو الله في معتقدنا، كذلك الحال في الرزق، فهو لا يرزق نفسه بل يتلقاه من الله ويسترزق منه تعالى، وهكذا سائر ما يحتاج إليه، وإليك الدليل على ذلك:

أولاً: كيف لمعدوم أن يوجِد ذاته؟! فلكي يوجد ذاته يجب أن يكون موجوداً، ولا يكون موجوداً إلا إذا أوجَد ذاته.
 
ثانياً: لو كُنّا نحن الخلق نوجِد أنفسنا لكنا أوجدناها خالدة لا تموت، إذ جميع الخلق يُحبُّ الخلود ويكره الموت والفناء. إن موتنا دليل على أننا لا نُوجد أنفسنا، فمن لا يملك النهاية لا يملك البداية.

ثالثاً: لو كنا نوجد أنفسنا لأوجدناها بطريقة لا تعرض عليها الأمراض، إذ لا أحد يحب المرض، بل كل ما تدب فيه الحياة يفِرُّ من المرض.

رابعاً: كذلك الحال في أرزاقنا لو كنا نرزق أنفسنا لكان لكل واحد منا ملءُ الأرض ذهباً، فما من أحد إلا ويحب أن يملك كل شيء ويحوز كل شيء.

خامساً: لو كنا نرزق أنفسنا لجعلنا ذلك من طُرُقٍ سهلة لا عناء فيها ولا تعب ولا نَصب. 

سادساً: لو كنا نرزق أنفسنا لتعاظمت وكثرت مع كرور الأيام، ولمنعنا النقص فيها والخسران عنها. إذ لا أحد يحِبُّ ذلك.

سابعاً: إن قلة أرزاقنا رغم ما نبذله للحصول عليها من جهد وكبَد، وسَعي حثيث، ورغبة جامحة في الاستزادة منها لدليل على أننا لا نرزق أنفسنا.

فإذا ثبت ما تقدم أعلاه، وهو الحق، ثبت أن الذي خلقنا هو الله، والذي يرزقنا هو الله والذي يُنعِم علينا بصنوف النِّعَم هو الله.

هل يعني ذلك أن نقعد وننتظر مجيء الرِّزق إلينا دون طلب وسعي؟

الجواب: لا. إن الله الرزاق لخلقه، لا يرزقهم كيفما كان، بل إن رزقه لهم يقوم على القواعد التالية:

الأولى: مراعاة التَّنَوع والتفاوت بينهم، وذلك ضروري للنوع الإنساني، إذ يدفعهم إلى التعاون فيما بينهم، وإقامة الحياة الاجتماعية، وينزع من نفوسهم الأنانية والفردانية اللتين إذا استحكمتا في نفوسهم حولتهم إلى وحوش كاسرة ينهش بعضها بعضاً. 

الثانية: مراعاة مصالحهم الفردية والجماعية، فمنهم من يطغيه الغنى، فيقبض عنهم الكثير، ويعطيه القليل، ومنهم من يرديه الفقر، فيبسط له في الرزق، فيحفظ الأول من الطغيان، ويحفظ الثاني من التردي، وهكذا الحال في الجماعة. 

الثالثة: اشتراط أن يقوم الخلق أنفسهم بتهيئة أسباب الرزق، والسَّعي إليه، وبذل الجهد لتحصيله واكتسابه.

فإذا ثبت ذلك، وجب على العبد أن يتوكل على الله ويعتمد عليه في جميع شؤونه. موقناً أن الله هو الرزاق ذو القُوَّة المتين. 

بقلم الكاتب والباحث اللبناني في الدراسات القرآنية السيد بلال وهبي

تابعونا على شبكات التواصل الاجتماعي:

twitter

facebook

whatsapp

captcha