ایکنا

IQNA

جواهر عَلَويَّة..

على الإنسان أن يكون عقلانياً في حبّه وبغضه

17:41 - October 27, 2023
رمز الخبر: 3493206
بيروت ـ إکنا: على الإنسان أن يكون عقلانياً في حبه وبغضه، وفي جميع مواقفه وأحواله، وأن تكون تصرفاته محكومة لمعياري العِزَّة والكرامة، ولاينبغي له أن ينساق وراء عاطفته ولو كانت نبيلة.

ورُوِيَ عن الإمام علِيَّ (ع) أنه قال: "رَغْبَتُكَ في زاهِدٍ فيكَ ذُلٌّ".
 
ارغب فيمن رَغِب بك، وازهد فيمن زهد بك، ولا تفعل غير ذلك، كي لا تخسر المُحِبَّ، ولا تذل نفسك بين يدي الزاهد بك، هذه هي الطريقة المُثلى للتعامل مع الآخرين، إنك إن زهدت فيمن يحبك ويتواصل معك، وأدرت الظهر لمن يريدك ويطلب ودَّك خسرت قلباً محباً وشخصاً صادقاً، وإن رغبت فيمن يزهد بك، تتقرب إليه وهو يبتعد عنك، تتصل به فيغلق الهاتف في وجهك، تطرق بابه فلا يفتحه لك، فذاك ذُلٌّ ما بعده ذُلٌّ.
 
الذي لا يعبأ بك ولا يهتم لأمرك، ولا يعيرك اهتماماً، لا ينبغي لك أن تصرّ على وصاله وصداقته، فذلك ذُلٌّ وصغار ومهانة. ومثلك لا ينبغي له أن تكون هذه حاله، فأنت أكرم من أن تنزل إلى هذا الدرك.

كثيرون يقعون في هذا الخطأ، تراهم يحبون من لا يحبهم ولا يريد منهم أن يحبوه، ويصرون على العلاقة بمن يراهم عبئاً عليه، يغلق الباب في وجوههم فيأتونه من النافذة وهو يستثقل وجودهم، هذا ذل.

وترى شاباً يُصرّ على الزواج من فتاة ترفضه وتُعرض عنه، فيتوسل إليها بشتى الوسائل وهي تأبى حتى أن تكلمه، كأن الله لم يخلق غيرها، وترى فتاة مشغوفة بعشق شاب وهو يتجاهلها، وترمي بنفسها بين يديه وهو يرفض حتى النظر إليها، وتوسِّط هذا وتلك كي يكلماه وهو يأبى أن يعطيها فرصة الحديث ولو لمرة واحدة، إن هذا لَذُلٌّ. ولا ينبغي للمؤمن أن يُذِلَّ نفسه حتى بين يدي من يُحب، وليس لأحد أن يحتج بأنه الحُب ولا سُلطان لأحد على القلب إذا ما أحب، لأن حبا يؤدي بصاحبه إلى الذل والمَهانة والصغار ليس حُباً، إنما هو ذُل.
 
إن على الإنسان أن يكون عقلانياً في حبه وبغضه، وفي جميع مواقفه وأحواله، وأن تكون تصرفاته محكومة لمعياري العِزَّة والكرامة، ولا ينبغي له أن ينساق وراء عاطفته ولو كانت نبيلة، وهو ليس ممنوعاً من أن يُحِبَّ أو يبغض، هذا أمر لا يمكن التحكم فيه بالمطلق، لكن لا ينبغي أن يجره إلى الذُّلِّ والهَوان، بأن يرمي بنفسه وراء من هجَره وابتعد عنه وأنِف من صحبته أو صداقته.
 
بقلم الكاتب والباحث اللبناني في الدراسات القرآنية السيد بلال وهبي

تابعونا على شبكات التواصل الاجتماعي:
captcha