ایکنا

IQNA

جواهر عَلَويَّة...

الله أرشدنا إلى ما يسرنا في الدارين

22:51 - October 19, 2023
رمز الخبر: 3493103
بيروت ـ إکنا: إن الحياة عمل من دونه تفقد معناها، والإنسان قد خلق فيها ليعمل ما يفيده ويعود عليه بالخير والنفع والسعادة في الدنيا وفي الآخرة، وقد أرشدنا الله إلى ما يسرنا في الدارين وحثَّنا على القيام إلى ذلك.
الله أرشدنا إلى ما يسرنا في الدارينووِيَ عن الإمام علِيَّ (ع) أنه قال: "رُبَّ قاعِدٍ عَمّا يَسُرُّهُ".
 
كما ينشط بعض الناس في أعمال قد يتأتى منها الضرر والحزن والمساءة وهم لا يعلمون، ولو علموا ما قاموا إلى ذلك، كذلك يقعد بعضهم عن القيام إلى ما فيه نفعهم وفلاحهم وسرورهم، رغم علمهم بالخير العميم الذي سيجنونه من القيام إلى ذلك، لكنه التثاقل والتكاسل والتسويف والمماطلة، أو تفضيل الراحة والدَّعة على التعب والنَّصب الذين يتطلبهما ذلك القيام، ثم مع مرور الأيام وظهور بركات أضاعوها جراء تثاقلهم وتكاسلهم يعضون أصابع الندم، ويتحسَّرون على ما فوّتوا على أنفسهم. ولاتَ حين مندم.

إن الحياة عمل من دونه تفقد معناها، والإنسان قد خلق فيها ليعمل ما يفيده ويعود عليه بالخير والنفع والسعادة في الدنيا وفي الآخرة، وقد أرشدنا الله إلى ما يسرنا في الدارين وحثَّنا على القيام إلى ذلك.


قال سبحانه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ﴿الأنفال/ 24﴾ إن رسول الله برسالته الخاتمة التي جاء بها من عند الله يدعونا إلى ما يُحيينا، يدعونا إلى الحياة بكل صور الحياة الكريمة الطيبة، الحياة الرغيدة السعيدة، الحياة المعنوية والحياة المادية، يدعونا إلى عقيدة تحاكي الفطرة وتنسجم مع العقل، عقدية تحيي القلوب وتصنع النفوس وتربيها، عقيدة تعرج بالإنسان في مدارج الكمال الإنساني، وتحرره من العبودية للأنا والذات والأهواء والشهوات.

ويدعونا إلى شريعة سَنَّها الله خالق الإنسان والعليم به وبقابلياته ونقاط قوته وضعفه، شريعة تتسامى بالإنسان في مختلف أبعاده الوجودية، شريعة ترفع من كرامة الإنسان وتذود عنها، وتساوي بين بَنيه. شريعة تحترم حاجاته ورغباته ولا تلغيها ولا تكبتها ولكنها تقنّنها وتتحكم فيها منعا لانفلاتها.

ويدعونا إلى العمل والسعي والكدح وبناء الحياة وتطويرها واستثمار الثروات والاستفادة من البركات فيما يرجع علينا بالنفع والخير وما يكون سبباً لفلاحنا وسعادتنا، ويدعونا إلى القوة والاقتدار والعزة والفخار والثقة بديننا وربنا وقدراتنا، والانطلاق في الأرض كلها لتحرير الإنسان من كل ما يقيده ويستعبده. 

إن الإنسان العاقل الحصيف لا يمكنه أن يقعد عن الاستجابة إلى هذه الدعوة، وهي دعوة كريمة من الله اللطيف بعباده، الذي يريد لهم الخير والصلاح، لا يمكنه أن يقعد عمّا فيه سروره وسعادته.

بقلم الكاتب والباحث اللبناني في الدراسات القرآنية السيد بلال وهبي

تابعونا على شبكات التواصل الاجتماعي:
captcha