فيما يلي نص كلمة الباحث الايراني في الدراسات القرآنية "الشيخ الدكتور محمد حاج أبوالقاسم دولابي":

"بسم الله الرحمن الرحیم وبه نستعین

"وَاتلُ عَلَيهِم نَبَأَ ابنَي آدَمَ بِالحَقِّ إِذ قَرَّبا قُربانًا فَتُقُبِّلَ مِن أَحَدِهِما وَلَم يُتَقَبَّل مِنَ الآخَرِ قالَ لَأَقتُلَنَّكَ ۖ قالَ إِنَّما يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ المُتَّقينَ".

آیات الجزء السادس تشیر إلی قصة أخین من أسرتین.

أولاً النبي موسی (ع) وهارون وهما أخان مؤمنان متقان.

وقال موسی(ع) في أخیه هارون "رَبِّ إِنِّي لَا أَمْلِكُ إِلَّا نَفْسِي وَأَخِي".

هارون جعل نفسه في خدمة أهداف سيدنا موسی(ع) کاملاً وموسی(ع) یعتبر هارون رصیداً له.

أحیاناً یکون الأخ رصیداً لأخیه.

ثانیاً هابیل وقابیل وهما أخان حسد واحد الآخر وقتله.

أحد أهم الأدوار في الأسرة دور الأخّوة.

للإخوان والأخوات مسؤولیات تجاه بعضهم البعض.

وإنهم یعتبرون من أبرز مصادیق القرابة أو ذوی القربی.

قد أمر القرآن الکریم بالإحسان لذوي القربی.

في سورة النساء وفي الجزء الخامس قال "وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى".

المقصود في ذي القربی هم أقرباء الإنسان وأبرزهم الوالدان والأبناء.

بعد الوالدین والأبناء یحین دور الإخوة والأخوات.

الإحسان بالأخ والأخت واجب دیني.

منحهم الهدایا وإن کانت صغیرة والإبتسامة والمحافظة علیهم والمساعدة کلها من مصادیق الإحسان بالأرحام.

وهارون کان أخاً عطوفاً وشاکراً وهو نموذج للإلتزام بحقوق الأخوة.

وقابیل هو أخ حسود قام بقتل أخیه وهذه عبرة لأهل الإیمان.

في روایة عن أهل البیت (ع) هناك موارد عدیدة من حقوق الأخوة.

وطبعاً هذه الحقوق تتعلق بجمیع الإخوة الدینیین ولکن الأخوة في النسب هم أولی بها.

الأول: العفو والعطف
الثاني: الحزن لحزنه
الثالث: کتم أسراره
الرابع: تعویض أخطاءه
الخامس: قبول عذره
السادس: الدفاع عنه أمام المغرضین
السابع: طلب الخیر له
الثامن: الإحتفاظ بصداقته
التاسع: الوفاء بالعهد له
العاشر: زیارته عند المرض
الحادي عشر: تشییع جثمانه
الثاني عشر: قبول دعوته
الثالث عشر: قبول هدیته
الرابع عشر: إجزاءه إذا أهداني
الخامس عشر: شکره علی خدماته
السادس عشر: السعي في مناصرته
السابع عشر: المحافظة علی عرضه
الثامن عشر: تلبیة حاجاته
التاسع عشر: الوساطة لحل مشاکله
العشرون: تشمیته إذا عطس
الواحد والعشرون: نساعده أن یجد من إفتقد
الثاني والعشرون: الردّ علیه إذا ألقی التحیة
الثالث والعشرون: إحترام قوله وکلامه
الرابع والعشرون: إهداءه هدایا جیدة
الخامس والعشرون: إذا أقسم فالنصدق قسمه
السادس والعشرون: أن نحب أصدقاءه
السابع والعشرون: أن نعادي أعداءه
الثامن والعشرون: إذا کان مظلوماً فالنساعده وإذا کان ظالماً فالنمنعه
التاسع والعشرون: نحب لأخینا ما نحب لأنفسنا
الثلاثون: لا نرضی لأخینا السوء الذي لا نرضه لأنفسنا

الأخ و الأخت من نعم الله وللأسف مع نمو الأسر ذات الطفل الواحد حُرم الجیل الجدید من موهبة الإخوة والأخوات.
 
 وهذا یترك آثاراً إجتماعیةً ونفسیةً سلبیةً علی حیاتهم.

وضع الإنجاب في إیراننا العزیزة أمر مقلق، حیث أصبحت الأسر ذات الطفل الواحد في نمو مستمر.

للأسف في إیران العام 2020 للميلاد تم تسجیل 1.7 ولادة لکل أم، وهذه النسبة تشهد تراجعاً بنسبة 77 بالمئة مقارنة بالعام 1960 للميلاد.

لا نحرم الجیل القادم من وجود أخ وأخت.

في أمان الله