ایکنا

IQNA

الحياة مرة أخرى / 11

القرب من الأقرباء يجب أن يكون بقدر مستوى إلتزامهم بالقضايا الدينية + فيديو

13:24 - April 02, 2023
رمز الخبر: 3490353
أكد الباحث الايراني في الدراسات القرآنية "الشيخ د. محمد حاج أبوالقاسم دولابي" في الحلقة الحادية عشرة من سلسلة الحلقات الرمضانية بعنوان "الحياة مرة أخرى" أنه علينا أن نعرف أن مستوى القرب من الأقرباء يجب أن يكون بقدر مستوى التزامهم بالقضايا الدينية، مصرحاً أنه لو لم يلتزم أحد بالقضايا الدينية يجب أن يبين سلوكنا عدم رضانا من أفعاله.

الحياة مرة أخرى / 11فيما يلي نص كلمة الباحث الايراني في الدراسات القرآنية "الشيخ الدكتور محمد حاج أبوالقاسم دولابي":

"بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين

"مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ (التوبة / 113).

وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ (التوبة / 114)".

في الإسلام توصيات كثيرة بالعلاقات الأسرية والنسبية، ولكن في نفس الوقت هذه العلاقات ليست بلا حدود، ولهذه العلاقات حدود.

في الآية 114 من سورة التوبة وفي الجزء الحادي عشر نشاهد أحياناً على شخص أن يبتعد من أحد أقرب أفراد أسرته وأن يتبرأ منهم.

يريد الله تعالى من نبي الإسلام (ص) والمؤمنين، بعد وضوح حال أقرباءهم الكافرين أن لايستغفروا لهم.

وفي الآية التالية يضرب سيدنا إبراهيم(ع) مثالاً، وقصة إبراهيم (ع) لدعوة أبيه أو بالأحرى عمّه إلى الإسلام والحوار معه الذي جاء في سور عديدة وهنا أيضاً يشار له.

وهنا يصرح الله تعالى أن سيدنا إبراهيم(ع) بعد أن اكتشف أن أباه لا يهتدي تبرأ منه.

طبعاً نبي الله إبراهيم(ع) بذل قصارى جهده لهداية الأب بشفقة تامة وباستخدام أساليب بديعة ومناسبة للظروف الراهنة آنذاك أرشد قومه.

وصبر في طريقه حتى لقّبه الله بالحليم بمعنى الصبور.

قال الله سبحانه وتعالى "إن إبراهيم لأواه حليم".

ولكن عندما ثبت لدى سيدنا إبراهيم(ع) أن عمّه يريد أن يعادي الله فتبرأ منه.

"فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه".

من هذا المنطلق على المؤمنين القيام بهداية و إرشاد المحيطين بهم بقدر ما أمكنهم أن يصابروا  واستخدام كل الأدوات لهدايتهم.

ولكن لو ضلّ أحد أقرباءهم ولم تجد الجهود في هدايته، وتبين أنه كشف الحق والباطل واختار طريق الباطل عن وعي ويعادي الله تعالى، في مثل هذا الوضع يجب التبرؤ منه.

وأما عدة نقاط:

أولاً: علينا أن نعرف أن مستوى القرب من الأقرباء يجب أن يكون بقدر مستوى التزامهم بالقضايا الدينية.

لو لم يلتزم أحد بالقضايا الدينية يجب أن يبين سلوكنا عدم رضانا من أفعاله.

هذا الأمر يمكن أن يكون سبباً في تحفيز أهل الإيمان ومانعاً من الأعمال السيئة لدى الأقرباء الآخرين.

قال أمير المؤمنين (ع) "أمرنا رسول الله أن نلقى أهل المعاصي بوجوه مكفهرة".

ثانياً: لا نقطع الأرحام بسرعة ومن أجل أن نريح أنفسنا وأن لا نقلل القرب منهم وأن لا نظن أنه السبيل الوحيد.

إنما مسئوليتنا أكبر تجاه ضعفاء الإيمان، ويجب من خلال جهود تعزيز إيماننا نسعى إلى تعزيز إيمان أقرباءنا المقربين ثم أقرباءنا البعيدين.

" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا"(التحريم 66).

رابعاً: نظراً إلى أن عرض المؤمن قيّم لايحق لنا كشف المعاصي التي نعلمها عن قريب لنا.

ولنعلم أن هذا مصداق الغيبة ومصداق إشاعة الفحشاء ويمكن أن يؤدي إلى نتائج عكسية.

والنقطة الأخيرة هي أن في التعامل مع الضلال الفكري الأولوية للتبيين.

بمعنى أنه نظراً للقدرات الفكرية والعقائدية لدى الشخص يجب التكلم معه بلغة مدرَكة ويمكنه فهمه، ويجب أن نرد على الشبهات.

وبعد أن تبينت القضية بشكل صحيح، ولايزال الشخص عمداً وعناداً ينتهج الطريق الخاطئ، في إطار المصلحة الاجتماعية يجب التبرؤ والابتعاد منه.

في أمان الله".

أخبار ذات صلة
captcha