فيما يلي نص كلمة الباحث الايراني في الدراسات القرآنية "الشيخ الدكتور محمد حاج أبوالقاسم دولابي":

"بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين

وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا(مريم / 54).

وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا(مریم / 55).

يقول الله تعالى في سورة مريم المباركة وفي الجزء السادس عشر من المصحف بعد مدح إسماعيل(ع) والإشادة بصدقه انه كان يدعو أهله وأسرته إلى الصلاة والزكاة باستمرار.

وكان يحظى دائماً برضى ربّه.

وفي سورة طه المباركة التي تُصنف ضمن الجزء السادس عشر من القرآن، أمر الله نبي الإسلام أن يدعو أهله إلى الصلاة والصبر على ذلك، كما جاء في الآية "وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا ۖ لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا ۖ نَّحْنُ نَرْزُقُكَ".

ومن الآيات التي تمت الإشارة اليها دليل على أن الأنبياء مسؤولون على أسرهم، ولايجب أن يغفلوا عن أسرهم.

الآيات التي قرأتها توصي بالصلاة والزكاة كـ أهم واجبات الأسرة، وأن الرجل مسؤول عن مصير أسرته الفكري والديني، والقيام بشؤونهم المادية فقط ليس كافياً.

للصلاة آثار تربوية كثيرة سأشير إليها.

الآثار التربوية للصلاة على المستوى الفردي هي كـ التالي:

الهدوء والصحة النفسية

" الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ".

الوقاية من الكآبة

قال رسول الله (ص) "جُعلت قرة عيني في الصلاة".

الوقاية من الفوضى والأعمال السيئة

"إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ ۗ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ".

الصلاة تعالج الغفلة

" إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي".

الصلاة تسبب في نمو الفضيلة الأخلاقية والتكامل المعنوي

" إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا ۝ إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا ۝ وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا ۝ إِلَّا الْمُصَلِّينَ".

الإنسان هلوع وجزوع إلا المصلين

فإن المصلين في مأمن من الرذائل الأخلاقية.

ولكن الآثار التربوية للصلاة في الجانب الاجتماعي كـ التالي:

تعزيز الروح الجماعية

" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ".

صلاة الجمعة تسبب الوحدة وتضامن المؤمنين، وتميز المنافق عن المؤمن.

" إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَىٰ يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا".

أقدم إليكم حديث قائد الثورة الاسلامية الايرانية سماحة آية الله الخامنئي عن الصلاة.

قال القرآن الكريم في وصف المؤمنين الأقوياء وفي مقدمة واجباتهم أشار إلى إقامة الصلاة "الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ".

هذا الواجب في الجانب الشخصي هو الاهتمام بجودة الصلاة.

وفي الجانب الاجتماعي ترويج للصلاة وتعميمها.

جودة الصلاة تعني أداء الصلاة بخلوص وخشوع.

أن ينظر المصلي إلى الصلاة على أنها ميعاد التقاء الله.

وأن يحادث فيها ربه، وأن يرى نفسه في محضر ربه، وأن يقيم الصلاة في المسجد جماعة إن استطاع.

وترويج الصلاة هو كل جهد وعمل في سبيل تعميم الصلاة، وتبيين أهميتها وتسهيل الوصول لها.

أصحاب الفكر والكلام من خلال القول والكتابة، وأصحاب وسائل الإعلام والمنابر من خلال التطرق الجميل والفني، والمسؤولون في الأجهزة كل في إطار صلاحية الجهاز، يجب أدا هذا الواجب.

في أمان الله".