فيما يلي نص كلمة الباحث الايراني في الدراسات القرآنية "الشيخ الدكتور محمد حاج أبوالقاسم دولابي":

"بسم الله الرحمن الرحیم وبه نستعین.

مبارك علیکم  أیها المواطنون الأعزاء العام الايراني الجدید إن شاء الله.

نظراً لتزامن شهر رمضان المبارك باعتباره ربیع القرآن، وربیع الطبیعة وجمع أعضاء الأسرة معاً خلال الأيام الأولى للعام الايراني الجديد، قررنا أن نقدّم لکم هذا العام مواضیع حول الأسرة والمرأة من منظور القرآن.

وقال الله تعالی في الجزء الأول من المصحف الشریف "وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَٰذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ".

من خلال الآیة 35 من سورة البقرة في الجزء الأول من المصحف الشریف یتضح لنا أن خلق البشر ترافق منذ بدایته مع نظام الأسرة وإن الله تعالی خلق الإنسان في حاضنة الأسرة وإن طریق علو الإنسان وهبوطه یحصل في الأسرة سواء في الجنة عندما ینادي البارئ "اسْكُنْ أَنْتَ وَ زَوْجُكَ الْجَنَّةَ".

وعندما یُطرد من الجنة إلی الأرض فیقول الله سبحانه وتعالى"قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْها جَمِيعاً".

هذا الموضوع یوضح أهمیة وشأن الأسرة الرفیع.

في هذه الحلقة سنشیر إلی أهم وظائف الأسرة، من أهم وظائف الأسرة في الحیاة الإجتماعیة کـ الآتي:

أولاً: صیانة الشرف فإن البشر في حاضنة الأسرة وبعد تأسیس أسرة یحصل علی حاجته الفطریة وبالتالي فإن الإنفلات الجنسي یفارق المجتمع.

عن رسول الله (ص) قوله "مَن تَزَوَّجَ فقد أحرَزَ نِصفَ دِينِهِ، فَلْيَتَّقِ اللّهَ في النِّصفَ الباقي".

الوظیفة الثانیة للأسرة هي حمایة الأطفال وتربیتهم، الأسرة هي البیئة الآمنة للأبناء.

وطبعاً هذه الصیانة لیست صیانة جسمیة فحسب بل أن الصیانة النفسیة والأخلاقیة تعتبر من أهم أبعاد الصیانة.

عن رسول الله (ص) قوله "وَيْلٌ لِأَوْلاَدِ آخِرِ اَلزَّمَانِ مِنْ آبَائِهِمْ فَقِيلَ يَا رَسُولَ اَللَّهِ مِنْ آبَائِهِمُ اَلْمُشْرِكِينَ فَقَالَ لاَ مِنْ آبَائِهِمُ اَلْمُؤْمِنِينَ لاَ يُعَلِّمُونَهُمْ شَيْئاً مِنَ اَلْفَرَائِضِ وَ إِذَا تَعَلَّمُوا أَوْلاَدُهُمْ مَنَعُوهُمْ وَ رَضُوا عَنْهُمْ بِعَرَضٍ يَسِيرٍ مِنَ اَلدُّنْيَا فَأَنَا مِنْهُمْ بَرِيءٌ وَ هُمْ مِنِّي بِرَاءٌ".

ویل لأبناء آخر الزمان لغفلة آباءهم عن تربیتهم، لا یعلمونهم الفرائض، فإن بادروا بتعلم الفرائض منعوهم.

ثالث وظیفة للأسرة هي رعایة المسنین، من صفات الأسرة الصحیة هي المحافظة علی المسنین.

إذا حصل المسن علی رعایة في الأسرة ستتقلص متاعبه، وإن الإسلام العزیز أوصی برعایة المسنین في کیان الأسرة.

"إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا"(سورة الإسراء / الآية 23).

إذا یلغ عندك الأب أو الأم سن الکبر عندك لاتسيء لهما ولا تنهرهما وتحدث معهما بإحترام.

الوظیفة الأخری للأسرة هي الرقابة الإجتماعیة:

معظم الإنحرافات والجُنح یقوم بها من لم یحظی بأسرة منسجمة.

والوظیفة الأخری هي الوظیفة الإقتصادیة:

من خلال تقسیم الوظائف بین أفراد الأسرة وتقدیمهم الخدمات المتبادلة یحققون تعاوناً إقتصادیاً للأسرة.

الیوم یعمل الأعداء من خلال الإعلام علی تزلزل ثقافة الأسرة وآدابها و تقالیدها وهويتها، ومن خلال جرّ المرأة وهي العنصر الأساسي للأسرة نحو اللاأبالیة.

تراجع تأسیس الأسرة وتفتت الأسرة في الغرب رفع نسبة الحیاة الفردیة وإن هذا النمط من الحیاة سبب مشاکل عدیدة للأشخاص والمجتمعات الغربیة.

مشاکل الوحدة تزایدت حتی أن في بریطانیا ومؤخراً في الیابان تم تأسیس وزارة لحل مشاکل العزلة والوحدة.

فالنحافظ علی أسرنا.

في أمان الله".