وفيما يلي نص كلمة الباحث الايراني في الدراسات القرآنية "الشيخ د. محمد حاج أبوالقاسم دولابي:
"بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين
"فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا"(آل عمران / 37).
يروي الله تعالى في آيات الجزء الثالث من القرآن الكريم قصة السيدة مريم(س) وسأشرح بعض النقاط من القصة المرتبطة بموضوع المرأة والأسرة:
أولاً: التسمية الحسنة:
جاء في سورة آل عمران أن أم مريم(س) أطلقت على إبنتها إسم مريم وتشرفت بهذا "وإني سميتها مريم". مريم يعني المرأة المتقية العفيفة.
التسمية الحسنة من واجبات الوالدين حيث قال رسول الله(ص) "يا علي حق الولد على والده أن يُحسن اسمه".
ثانياً: السعي إلى التربية المعنوية للأبناء:
وقالت أم السيدة مريم "إِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ". ربي إني أعيذ ابنتي وذريتها في ملجأك.
واجب الوالدين هو تعزيز علاقة الأبناء بالله تعالى وتربيتهم مؤمنين.
وقال أمير المؤمنين (ع) "حق الولد على الوالد أن يحسن أدبه ويعلمه القرآن". فإن تعليم القرآن هو واجب الوالدين.
ثالثاً: توفير بيئة مناسبة للتربية:
أم مريم أودعت إبنتها المعبد ويتبنى تربيتها رجل صالح.
يقول القرآن "وكفلها زكريا".
على عاتق الأمهات والآباء واجبات في تربية الأبناء منها توفير البيئة المناسبة لتربية الأبناء.
إذا لم تكن البيئة مناسبة فإن الأبناء يصطبقون بلون البيئة الفاسدة.
وبالتالي فإن المدرسة والجامعة التي يدرس فيها الأبناء مؤثرتان في تربيتهم.
وأخيراً الاهتمام بدور المرأة في التربية المعنوية.
وإن آيات سورة آل عمران تكشف أن السيدات يمكن أن يبلغن مرتبة حتى تخاطبهن الملائكة "وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ".
والسيدة مريم(س) بلغت مرتبة رفيعة وأصبحت أماً لأحد أكبر الأنبياء.
ومقارنة هذه الرؤية القرآنية تجاه المرأة والفتيات مع رؤية أشخاص معروفين ومؤثرين في العصر الحالي يكشف أن شعارات الغربيين ودعاياتهم ليست سوى أداة لمزيد من الاستغلال للمرأة.
على سبيل المثال أحد المفكرين الغربيين بإسم "آرثر شوبنهاور" وهو أحد أكبر الفلاسفة في أوروبا والمؤسس للعلوم الحديثة كـ علم النفس يصنف المرأة في مرتبة أدنى من الرجل ويعتبر دور المرأة تلبية حاجة الرجل فقط ويقول انها مكلفة برعاية الأبناء، ويصف المرأة بالحقيرة والحمقاء، ومن خلال هذه التعابير يوجه إهانة لها.
وبينما قائد الثورة الاسلامية الايرانية المعزز وإمامنا إمتثالاً لتعاليم الدين والتشيع لديه رؤية راقية وإنسانية تجاه جنس المرأة، وينظر إليها على أنها مربية ومعلمة للمجتمع.
وقال الإمام الخميني (ره) كالمؤسس للثورة الإسلامية الايرانية حول الدور التربوي للمرأة قال "إن حضن الأم أكبر مدرسة يتعلم فيها الأبناء.
في أمان الله".