"بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين

"وَإِذْ نَجَّيْنَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ ۚ وَفِي ذَٰلِكُم بَلَاءٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ".

إن سياسة فرعون التي أشار الله تعالى إليها في آيات الجزء التاسع والآية 141 من سورة الأعراف.

تدمير النظام الأسري لبني إسرائيل من خلال قتل الأبناء واستحياء النساء.

الاستحياء يعني إزالة الحياء لدى المرأة أو يعني استخدامهن خادمات.

فرعون نفذ هذه السياسة قبل مولد موسى (ع) بغية الهيمنة على بني إسرائيل واستضعافهم.

وبعد ظهور سيدنا موسي (ع) أيضاً استمر بهذه السياسة.

في الآية 127 من سورة الأعراف في الجزء نفسه تمت الإشارة إلى هذا:

"وَقَالَ الْمَلَأُ مِن قَوْمِ فِرْعَوْنَ أَتَذَرُ مُوسَىٰ وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ ۚ قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءَهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ".

بعد احتجاج المحيطين بفرعون على نشاط موسى(ع) الثقافي، قال فرعون: نقتل أبناءهم ونأخذ نساءهم خادمات ونحن لهم قاهرون.

ما هو السبب الرئيسي لما قام به فرعون؟

الأول: تدمير القوى الشبابية

كان الرجال القوة الأساسية التي كان باستطاعتها الصمود أمام ظلم فرعون.

وتقليلهم كانت تضعف هذه القوة بشدة.

الثاني: الاضمحلال الاجتماعي

لو سلبت المرأة حياءها في مجتمع يتخلل ذلك المجتمع.

بالنتيجة تلقائياً تفقد قوة مواجهة الظلم.

حتى رجال المجتمع في مواجهة زوال حياء المرأة يصبحون فاسدين وضعفاء وهذا يعني الزوال الاجتماعي.

الثالث: تضعيف الأسرة

الأسرة كـ مكان للطمأنينة وتحصيل الطاقة والقوة والاشتياق للعمل لأفرادها.
 
 إذا تعرضت إلى ضربة فسوف يفقد أفراد الأسرة قوة التحرك.

كان ينوي فرعون زوال الأسرة ليضعف الأمة.

الرابع: زوال جيل الموحدين

من خلال تقليص أعداد الرجال وتصاعد أعداد النساء وانعدام التوازن السکاني.

وبما أن الرجال ليسوا قادرين على إدارة أكثر من أسرة.

بالطبع كان هناك احتمال كبير أن تتزوج هؤلاء النساء من الفراعنة.

وبالتالي فإن الجيل الموحد من بني إسرائيل كان يزول مع مرور الوقت.

اليوم أيضاً نشاهد ممارسة السياسة الفرعونية في جميع الساحات بأشكال أكثر حداثة.

معظم الرجال الآن لم يعودوا رجالاً.

تحولوا من كائن شرس ومكافح إلى كائن ذات ليونة ومعرض للمخاطر وغير صامد.

تراجعت في العالم المعاصر حمية الرجال على مجابهة الظلم والفساد.

ثانياً: تم سلب النساء حياءهن على نطاق واسع

وزوال حمية الرجال التي يمكن وصفها بقتل الرجال مهدت إلى ضعف الشعوب.

وهذا تسبب في رواج الفساد على نطاق واسع بين الناس، وانشغال القلوب والأفكار.

الثالث: تضعيف الأسرة بمختلف الأشكال بما في ذلك سلب المرأة الحياء والتحفيز المفرط لحضور المرأة في المجتمع.

وبالطبع لا يمكن الجمع بينها وبين دور الأمومة والزوجية.

وحصل اليوم تقليل لشأن الأمومة.

الرابع: تراجع المواليد واتخاذ سياسات التحكم في السكان أيضاً هي تلك السياسات الفرعونية.

"روبرت مردوخ" اليهودي يقول عن الأسرة:

"لتدمير إيران يجب الإنفاق على مفردة مقدسة وهي الأسرة أنا أنوي العمل على طرح موضوع الأم. في إيران دور مهم للأم في الأسرة. لو تنزلنا بمفهوم الأم سوف يتنزل المجتمع بأكمله".

هو والكثير من أتباعه يعملون على تحقيق أهدافهم من خلال بعض القنوات الفضائية، والكثير من الفضائيات الفارسية تم تأسيسها لتستهدف المعتقدات والقيم لدى المجتمع الإيراني.

الهدف الرئيسي لدى منتجي هذه الفقرات هو إضعاف أساس الأسرة وترويج اللامبالاة في المجتمع الإيراني العزيز.

فـالنحافظ على أسرنا.

في أمان الله