ایکنا

IQNA

الحياة مرة أخرى / 7

ضرورة تعزيز روح النُصح بين أفراد الأسرة + فيديو

10:16 - March 29, 2023
رمز الخبر: 3490275
صرّح الباحث الايراني في الدراسات القرآنية "الشيخ د. محمد حاج أبوالقاسم دولابي" في الحلقة السابعة من سلسلة الحلقات الرمضانية بعنوان "الحياة مرة أخرى" الخاصة بوكالة الأنباء القرآنية الدولية(إکنا) أن هناك ثمار كثيرة لتعزيز روح النُصح بين أفراد الأسرة، مبيناً أنه من أقل فوائد الالتزام بهذه الروح يمكن الإشارة إلى حصول نوع من الرقابة الذاتية بين أفراد الأسرة، ولو حصل هذا فإن المجتمع لن يكون بحاجة إلى القانون أو الضغط والإجبار من أجل تصحيح الانحرافات الاجتماعية.

الحياة مرة أخرى / 7فيما يلي نص كلمة الباحث الايراني في الدراسات القرآنية "الشيخ الدكتور محمد حاج أبوالقاسم دولابي":

"بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين

" وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً ۖ إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ"

إحدى أهم علامات المجتمع الإسلامي هي شعور أفرادها بالمسئولية تجاه بعضهم البعض.

هذه الصفة لا تتعلق فقط بالمستوى الكلي للمجتمع بل في بيئة الأسرة كـ أصغر بيئة اجتماعية تعتبر قضية مهمة.

بالتالي فإن رؤية المسلم الحقيقي إلى مفهوم البيت والأسرة ليست بمثابة منام أو مكان للراحة فقط.

أفراد الأسرة في المجتمع الإسلامي بما فيهم الأب والأم والأبناء يشفقون على بعضهم البعض و يشعرون بالمسئولية تجاه البعض.

ويناصرون و يدعمون بعضهم البعض من أجل تحقيق أهداف الأسرة خصوصاً في إطار تحقيق الأهداف الاخروية.

وروي عن رسول الله (ص) "ألا كلُّكم راعٍ وكلُّكم مسؤولٌ عن رعيتِهِ فالأميرُ الذي على الناسِ راعٍ عليهم وهو مسؤولٌ عنهم والرجلُ راعٍ على أهلِ بيتِهِ وهو مسؤولٌ عنهم والمرأةُ راعيةٌ على بيتِ بعلها وولدِهِ وهي مسؤولةٌ عنهم وعبدُ الرجلِ راعٍ على بيتِ سيدِهِ وهو مسؤولٌ عنهُ ألا فكلُّكم راعٍ وكلُّكم مسؤولٌ عن رعيتِهِ".

كل منكم حارس على من حوله وعلى عاتقكم مسؤولية أمامهم كما أن الحاكم مسؤول عن ناسه، والرجل مسؤول عن أفراد أسرته، ووالمرأة مسؤولة عن أبناءها، وهكذا كل مسؤول عن المحيطين به.

والآية الـ 74 من سورة الأنعام المباركة الكائنة في الجزء السابع من القرآن تأتي بمثال لهذا الادعاء حيث نقرأ حول إبراهيم (ع) "وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً ۖ إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ"(الأنعام / 74).

تذكر حين قال إبراهيم(ع) لأبيه آزر والبعض يعتقد أن آزر هو عمّ إبراهيم وليس أبيه "أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ".

كان إبراهيم(ع) يشفق على أبيه أو عمّه المسمى بآزر، وعلى الرغم من أنه كان أكبر منه سناً، ولكن بمنتهى الأدب والاحترام يحذره من الضلال وعبادة الأصنام.

علاقة القرابة منه لم تمنعه من نصيحته وأداء الواجب تجاهه، وهذا السلوك يكشف أن المؤمن يجب أن يكون مهتماً برؤية وفعل وتوجه أفراد أسرته.

الابن تجاه الوالدين، ويجب أن يحافظ عليهما طلباً للخير، وأن يكون مسؤولاً.

و ليبذل مجهوداً لمنع انحراف أفراد الأسرة كباراً وصغاراً.

ثمار كثيرة لتحكيم هذه النفسية يعني روح النُصح بين أفراد الأسرة.

من أقل فوائد الالتزام بهذه الروح يمكن الإشارة إلى حصول نوع من الرقابة الذاتية بين أفراد الأسرة.

لو حصل هذا فإن المجتمع لن يكون بحاجة إلى القانون أو الضغط والإجبار من أجل تصحيح الانحرافات والمشاكل الاجتماعية.

من الواضح أن التزام الأسر المكونة للمجتمع بأمر بهذه الأهمية يقلص إلى حد كبير وقوع الجرائم والقضايا الاجتماعية التي تقع في طريق الشباب والناشئين.

بحسب تقرير صحيفة "أتلانتيك" الأمريكية 87 بالمئة من المجرمين في أمريكا من الذين عاشوا طفولتهم دون أب أو أم، ومعظمهم عاشوا مع أمهات عازبات.

على سبيل المثال 63 بالمئة من حالات انتحار الشباب، و90 بالمئة من حالات التشرد وفرار الأطفال من البيت، و80 بالمئة من سوء التعاملات الأخلاقية، و80 بالمئة من حالات الاغتصاب بدوافع الغضب، و 71 بالمئة من حالات الإخراج من المدارس،  و75 بالمئة من حالات تعاطي المخدرات بطريقة غير سليمة وللمدمنين، و70 بالمئة من السجون الفدرالية الأمريكية، و85 بالمئة من الشباب المسجونين في أمريكا هم من الذين عاشوا بدون أب.

بعبارة أخرى الأطفال الذين يترعرعون دون أب بالنسبة إلى الأطفال الآخرين،  5  أضعاف الأطفال الآخرين معرضين للانتحار، و32 بالمئة أكثر من الأطفال الآخرين معرضين للفرار من المنزل، و20 ضعفاً أكثر من الاطفال الآخرين معرضين إلى سوء السلوك الأخلاقي، و14 ضعفاً أكثر من الأطفال الآخرين معرضين إلى القيام بالإغتصاب،  و9 أضعاف أكثر معرضين إلى الإخراج من الثانويات، و10 أضعاف أكثر من الآخرين معرضين إلى تعاطي المخدرات،  و20 ضعفاً أكثر من الآخرين معرضين إلى السجن.

الأسرة التي يحافظ أفرادها على بعض تبقى أكثر سليمة ويساعد ذلك في سلامة المجتمع.

في أمان الله

أخبار ذات صلة
captcha