صفحه نخست

فعالیت قرآنی

سیاست و اقتصاد

بین الملل

معارف

اجتماعی

فرهنگی

شعب استانی

چندرسانه ای

عکس

آذربایجان شرقی

آذربایجان غربی

اردبیل

اصفهان

البرز

ایلام

خراسان جنوبی

بوشهر

چهارمحال و بختیاری

خراسان رضوی

خراسان شمالی

سمنان

خوزستان

زنجان

سیستان و بلوچستان

فارس

قزوین

قم

کردستان

کرمان

کرمانشاه

کهگیلویه و بویر احمد

گلستان

گیلان

لرستان

مازندران

مرکزی

هرمزگان

همدان

یزد

صفحات داخلی

کد خبر: ۱۸۹۳۱۱۲
تاریخ انتشار : ۱۱ اسفند ۱۳۸۸ - ۱۵:۳۱
الغدير والوحدة الإسلامية

الغدير والوحدة الإسلامية كتبها :الشهيد مرتضی مطهری

بسم الله الرحمن الرحيم

الغدير والوحدة الإسلامية
كتبها :الشهيد مرتضی مطهری
ترجمة د. زهير ساتی
الاستاذ شهيد مرتضی مطهری من العلماء الذين يقف لهم الإنسان إحتراماً وتقديراً كيف لا وهو المفكر والأ ديب والكاتب الذی أسهمت كتاباته فی تذويد الباحثين بكل ماهو مفيد وجديد فرسم بحروف من نور دررٍ أنارت المكتبة الإسلامية واضافت الی الكنوزوالميراث الإسلامی الغنی كنزجديد والشخص الذی يقرأ لآثار الشهيد مطهری الأدبية والعلمية يدرك أنه شخص يتمتع بذوق عالی وحس مرهف وبلاغة فی اللفظ والمعنی، مخاطباً بها كل شرائح المجتمع معالج قضايا ومسـائل بإسلوب متين ود قيق ومنطقی .
فی هذا المقال الذی بين أيدينا تلخيص لإحدی مقالاته التی جاءت فی كتاب الوحدة «مجموعات مقالات » طبع هذا الكتاب تحت إشراف وزارة الإرشاد الإسلامی الإيرانية فی عام 1983 م فی مطابع شركة سهامی تحت عنوان الغدير والوحدة الإسلامية .
الغدير كتاب قيم أحدث هزة وموجة عارمة فی العالم الإسلامی خصوصا ً وسط العلماء والمفكرين الإسلاميين فنظروا للكتاب من جوانب متعددة أدبية ، تاريخية،كلامية،تفسيرية وإجتماعية ويمكننا أن نلقی علی هذا الكتاب القيم نظرةمن الجانب الإجتماعی وخصوصاً فيما يتعلق « بالوحدة الإسلامية ».
من أهم المسائل التی يجب علی العلماء والمصلحين والمفكرين الإسلاميين فی عصرنا الحاضر اتحاد الطوايف والجماعات الإسلامية وخصوصاً فی الأوضاع الراهنة والعدو يتربص بالمسلمين ويهاجمهم بكل الوسائل المتاحة لايجاد الشقة الخلافية وإشعال الفتن وايجاد فتن جديدة فلی المسلمين أن يفطنوا لمثل هذه المكايد .
الأخوة الإسلامية والوحدة الإ سلامية من المسائل التی أشار إليها الشارع وأكد علی أهميتها بل إعتبرها من مقاصد الشريعة ،فالقرآن الكريم والسنة المطهرة والتاريخ الإسلامی العريق يشهدوا علی هذا .
السؤال الذی يطرح نفسه هنا هو هل تأليف ونشر كتاب الغدير- بغض النظرعن موضوعه الأصلی الذی طرحه مؤلفه فی اقدم قضية خلافية بين المسلمين – يكون حائل أمام الطريق المقدس والسامی والنموذجی للوحدة
الإسلامية؟

فی المقام الأول يجب أن نوضح ونشرح مفهوم أصل موضوعنا وهوالوحدةالإسلامية ثم نعرج علی مضامين كتاب الغديرمؤلفه الشيخ العلامة امينی طيب الله ثراه .
ماذا يقصد بالوحدة الإسلامية ؟هل يقصد بها أن يتم اختيار مذهب واحد من بين المذاهب المتعددة ؟أم ُتترك كل
المذاهب جملة وتفصيلاً ؟ أم يقصد بها أن تجمع المشتركات بين المذاهب وتترك الإختلافات بينها ويصنع مذهب جديد علی هذا النسق ؟ أم يقصد أن الوحدة الإسلامية ليست لها ای صلة بالمذاهب المختلفة بما لديها من اختلاف بينها امام أعدائها ؟ المخالفين لإتحاد المسلمين من أجل أن يضعوا عقبات أمام الوحدة الإسلامية وضعوا لها مفهوم غير منطقی فاطلقوا عليها وحدة المذاهب حتی تهزم من الوهلة الاولی ،من البديهی أن الوحدة الإسلامية عند العلماء والمفكرين الإسلامين ليس حصراً علی مذهب واحد أو أن ُيجمع المشتركات بين المذاهب ورفض الإختلافات بينها هذا قد لا يكون ايضاً منطقيا ولا عقلانياً ولا عملياً ولكن رأی العلماء والمفكرين هو وحدة صف المسلمين وتضامنهم ووقفهم أمام عدوهم المشترك .
يتفق العلماء المسلمين علی أنهم لديهم القدره التی تمكنهم من أن يضعوا إتحاد قوی ومحكم والمسلمون جميعهم موحدون بالله الواحد الأحد، قرآنهم واحد ُيغرون بالرسول محمد(ص) آله وسلم هو خاتم الانبياء والمرسلين ويتجهون صوب قبلة واحدة يحجون لرب واحد لا اله الا هو يصلون بكيفية واحدة ويصومون بكيفية واحدة يكونون أسره ويربون أولادهم بنفس القيم والمبادئ التی جاءتهم فی دينهم الحنيف وعند موتهم يدفنون ايضاً بنفس الكيفية التی نصت عليها سيرة سلفهم الصالح وكثير من الأمور الجزئية التی يشترك فيها المسلمين مع بعضهم البعض.....
المسلمون اصحاب عقيدة واحدة وثقافة وتراث واحد وحضارة واحدة، وحدة فی كل شئ فی الرؤی والمعتقدات
الدينية، العبادة، الدعاءوالتضرع فی العادات والتقاليد الإجتماعية و..........هذا يكفی أن يصنع أمة واحدة مقتدرة قوية عظيمة تخضع لها القوی العظمی فی العالم وتخر أمامها راكعة وخصوصاً قد جاء ذلك فی القرآن الكريم حيث يقول الله سبحانه وتعالی: (إنما المؤمنون إخوة) فهم مرتبطون بهذه الدعوة مع بعضهم البعض فی الحقوق والواجبات. مع كل هذا لماذا لايستفيد المسلمين من هذه النعمة التی أنعم الله بها عليهم تحت ظل هذا الدين الحنيف فالشئ الذی يحقق الوحدة الإسلاميهة هو مراعاة احساسات البعض وترك الأحقاد والضغائن وعدم إشعال فتيلة الفتنة واتاحة المجال ليسود جوء الإخاء والود فيما بينهم والبعد كل البعد عن سب وشتم البعض و رمی البعض بالأكاذيب والإفتراء والتهم الباطلة ، فإذا رُعی ذلك تتحقق الوحدة ويصبح المسلمين كالبنيان المرصوص . وأن يحترم كل منهم رأی الآخرفيكون ذلك ديدن المسلمون مع بعضهم وايضاً عند دعوتهم للغيرلدخول الاسلام
( ادعوا الی سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتی هی أحسن)
جاء الدور لكی نتعرف علی الشيخ العلامة امينی رحمة الله عليه مؤلف كتاب الغدير ونتعرف علی جزء صغير من آرائه حول الوحدة الاسلامية وإتحاد االمسلمين ..هل يراها سماحته فقط الوحدة الإسلامية من دائرة التشيع ام من دائرة الاخوة الاسلامية ؟ أم يری أن مسئلة الوحدة الاسلامية أوسع من ذلك تضم كل من نطق بالشهادتين فتكون تلك الأخوة التی صرح بها القرآن الكريم ؟.
ماهو الدور الذی يلعبه كتاب الغدير فی الوحدة الاسلامية هل هو دور إيجابی أم سلبی؟
العلامة امينی رحمة الله عليه كان يعتقد ويؤمن بضرورة الوحدة الاسلامية واتحاد المسلمين ..من هنا نقف علی بعض النقاط التی اشار اليها رحمه الله فی كتابه القيم الغدير .نسأل المولی عزوجل أن يوفقنا فی إختيارها :-
ففی مقدمة الجزء الاول اشارة صغيرة الی أن الغدير له دور فی العالم الاسلامی مستقبلاِ....يقول رضوان الله عليه: نحن نعد ونحسب انفسنا فی خدمة الدين الاسلامی واعلاء كلمة الحق وإحياء الامة الاسلامية .
جاء فی الجزء الثالث ی صفحة 77تحت عنوان (نقد وإصلاح) : الأكاذيب والتهم الباطلة هی التی تذرع بذرة الفساد والفتن وتولد العداء وتشتت وتشق شمل جماعة المسلمين فيتعارض ذلك مع مصلحة المسلمين)....
ايضا جاء قی الجزء الخامس تحت عنوان"نظرية كريمة" حول رسائل وشهادات التقدير التی وصلت من مصر تشيد بكتاب الغدير يقول :حرية الآراءوالمعتقدات حول المذاهب لاتمذق مطلقا شمل الاخوة الاسلامية التی نص عليها القرآن الكريم إنما المؤمنون اخوة برغم شدة التوتر والمجادلات الكلامية والمذهبية تظل سيرة السلف وعلی رأسهم الصحابة والتابعين..كما هی....

نحن المؤلفون والكتاب فی اقطار واطراف العالم الاسلامی وأطراف العالم الإسلامی بيننا خلافات ولكن لدينا شئ جامع الا وهوالإيمان بالله ورسوله ،نحی بروح واحدة هی روح الإخاءوكلمة الإخلاص .
نحن المؤلفون كلنا تحت راية واحدة هی راية القرآن الكريم ورسوله (ص) واله وسلم وشعارنا لا اله الإ الله محمد رسول الله ،نعم نحن حزب الله والحامين والمدافعين عن هذا الدين .
العلامة امينی فی مقدمة الجزء الثامن تحت عنوان «الغدير یُوحد الصفوف فی الملا الإ سلامی » أوضح أن لكتابه دوراً أساسياً فی إيجاد الوحدة الإسلامية ويرد علی الذين قالوا :أن الغدير أوجد التفرقة وزاد فی الفتنة بين المسلمين !!! رد علی ذلك بشدة وأثبت خلاف ذلك :الغدير رفع كثير من سوء الفهم الذی كان حاصل وقرب المسلمين مع بعضهم البعض كما اشار فی هذه الجزية لبعض اقوال العلماء المسلمين غير الشعيين ليبرهن ويأكد علی صحة حديثه .
ماذا فهم الآخرون عن كتاب الغدير؟
أدرك كثير من علماء السنة منهم محمد عبد الغنی حسن المصری حيث يقول : الغديرفی اللغة العربية بمعنی بركة الماء وأسال المولی عزوجل أن يجعل هذه البركة بمائها الزلال تكون سبب فی صفاء ونقاء بين الأخوة الشيعة والسنة ، فيضعوا ايديهم فوق ايدی بعض لبناء أمة إسلامية متحدة .
عادل الغضبان مدير مجلة مصرية (الكتاب )يقول :هذا الكتاب ای الغديرأوضح وشرح منطق الشيعة ،ومن هذ ا يستطيع اهل السنة أن يفهموا الشيعة بالصورة الصحيحة الشئ الذی يقود الی تقارب الآ راء والی وحدة الصف
يقول دكتور عبد الرحمن كيالی : كتاب الغدير يحتوی علی مجموعة كبيرة وغنية وجدير بالمسلم أن يطلع عليها حتی يدرك كيف أن المؤرخين قد قصروا فی تدوين الحقائق التاريخية .
هذه لمحة بسيطة تعكس دور العلامة امينی الذی من خلال مجهوداته التی بذلها فی كتابه الغدير وخاصة فی أمر الوحدة الإسلامية.
فی الختام نسال الله سبحانه وتعالی أنيرحم العلامة امينی بقدر ما قدم لهذه الأمة من الخير إنه نعم المولی ونعم النصير .